قصيدة (أنا الماضي، وأنتِ؟) 
بقلم الشاعر أ. عدنان النجار


أنا الماضي، وأنتِ؟

أنا بعضكِ الصوفيُّ من بلدٍ صديقةْ

متراكمُ الأحزانِ
يملأ جيبي الكذبُ المرصَّع بالحقيقةْ

وأمام فوَّهة المكان أكون
كي أُلقي عصا سحرِ الكلام
بمرفئي الآنيِّ
حيث الموج يبدو غارقًا 
بمراكبِ الناجين
من أفكار ظلمتكِ العتيقةْ

                                                               ...

أنا نصفكِ المدفون
خلف متاعبي
وأمرُّ من طُورِ التفاصيل الدقيقةْ

ولديَّ آنيتان
إحداهنَّ من تاريخ بابل
لو رأيتِ نقوشها لرجعتِ آلاف السنين
تداعبين الرمل بحثًا عن عقيقةْ

لا تكذبي
فالقوم سكرى كلُّهم
وأنا الوحيد بجانبي قلمٌ فضوليُّ
الخطوط
ولي به كفٌّ طليقةْ

ذوَّقتُ أصفادي حضارة معصمي
واخترتُ كابوسًا تقطَّر من دمي
وفمي يقاسمني النبيذ مع الفمِ
فالأمس موال العيوب
لربما أسرفتُ فيه ... أظنني؟!
قامرتُ كي أجتاز سيل عقارب الساعات
أو أدعو لمائدتي رفيقةْ

قامرتُ كي أجتازني.... فاجتزتني
وعبرتُ أفكاري المعاقة في صدامٍ بالمعيقةْ

تبدو تتمةُ خاطري
من شطري المرميِّ خارج رقعة الأحجار
ثابتةً
تدك المسرح اليومي مذ عبرت حريقهْ

 
                                                              ...


تأبى شقوقُ الأمسِ
أن تخبو بجلدِ الوقتِ
بل تشكو بلا خجلٍ بريقهْ

يأبى ملايينُ الجياع لضوئنا أن ينهلوا
وتيمموا بحثًا عن الماضي
بأحجيةِ الخليقةْ

وأنا انتظارُ الوقت بين براثنِ الأسرار
أُلقي خافت الأضواء
علَّ الناجي المنشود أن يلقى طريقهْ

                                                              ...

بيدي أساطيلُ المجونِ
وثورتي خمدتْ
لأني لم أجد في أرض بابل
غير آنية الفراغ وحيدةً
لمَّعتها ...
لا شيء يخفي عيبها
لاشيء يخفي شرخها الطوليَّ من أعلى
إلى القاع السحيقةْ

أحضرتُ آنيةً أنيقةْ
من عصرنا
من بائعٍ "يهوى الجمال المنطقيَّ" بحينا
ووضعتها
كي تستكين بقربها
لتكون آنيةً لآنيةٍ شقيقةْ    
                                                               ...

أنا بعضكِ الصوفيُّ
يملأ جيبي الصدق الذي لم تدركيهِ
فهل نفتِّش عن حقيقةْ.



Share To: