كورونا والتغيير الحتمي وآفاق واعدة...
بقلم الكاتب أ. أيمن فاروق
من المحن تولد المنح ومن الأزمات تولد الرحمات وحديثنا اليوم ليس كحديثنا بالأمس إنه كورونا يا ساده الذى فرض علينا الواقع الحالى فرغم الأثار المريره التى فرضها هذا الفيروس على العالم لكن دعونا نتفاءل بمستقبل واعد لشعبنا ودولتنا فقد أصبح واضحا للجميع أن الدور الإيجابى الذى لعبته مصر فى هذه الازمه العالميه ويد العون التى أمتدت بالخير لأكبر دول العالم سوف يكون لها إنعكاسات مبشره تصب فى صالحنا فقد أصبح معلوم للجميع أن تحالفات جديده إقليميه ودوليه فى طور التكويين سيكون لمصر نصيب الأسد فيها . فمجزرة كورونا فى العالم لا تقل فى قسوتها عن الحربين العالميين الأولى والثانيه بسبب تداعياتها السياسيه والأقتصادية والإجتماعية فقد إنكشفت عورات دول وأندثرت مفاهيم كانت راسخه فى وجدان العقل الجمعى للإنسان حيث كانت قوة الدول تقاس بقوة إقتصادها وجيشها لكن وجدنا أعتى إمبراطوريات العالم الاقتصاديه والعسكرية تنهار أمام الفيروس بسبب وجود خلل فى منظومتها الصحيه بل وتطلب المساعده من دول أخرى أقل قوة فالعالم كله رأى المعاناه التى عاشتها الدوله الأكبر فى العالم ومعها بعض الدول الاوروبيه والتى دوما يتفاخرون بقوة البنيه الصحيه وإستعدادهم الدائم لمواجه أكبر الكوارث والأزمات فقد أصبح أن هذه الأقاويل غير دقيقه وتحتاج لمراجعة لدرجة أن طالعتنا نشرات الأخبار العالميه عن عمليات قرصنه للمستلزمات الطبيه تمت بين الدول فقد وجدنا دول أقل قوة إقتصاديه تمد يد المساعده للدول الكبرى على سبيل المثال مصر التى سرعان ما أرسلت شحنات طبيه سخيه للدول الكبرى كالصين وإيطاليا وأمريكا على سبيل المثال لا الحصر بل لم يتوقف الأمر عند هذا حيث أمرت القياده السياسيه من وزيرة الصحيه بمرافقة هذه المساعدات السخيه حتى أن البعض أطلق على هذه المساعدات (دبلوماسية الكمامات والمستلزمات الطبيه) .
إن بروز القوة الناعمه لمصر هذا بالتاكيد سيسهم فى تعظيم الدور الإقليمي والدولى لنا ودخول مصر فى تكتلات جديده تعود بالنفع على الإقتصاد الوطنى حيث رأينا إستعادة الدوله الوطنيه قوتها ولعبها دور إيجابى على الصعيدين الداخلى من حيث قيام الرئيس عبد الفتاح السيسى بتوجيه كافة مؤسسات الدوله بعدم المساس بمرتبات العاملين بالإضافة إلى دعم قطاع كبير متمثل في العماله غير المنتظمه ماديا حيث تعامل الرئيس السيسى بمنطق رب الأسره الذى يضع الجميع صوب إهتماماته و بفضل الله تعالى تعد مصر من أنجح دول العالم فى مواجهة كورونا بفضل الخطه التى وضعتها الدوله. أما على الصعيد الخارجى من خلال مد يد العون للمصريين بالخارج من خلال دعمهم بالعودة إلى بلدهم بعد أن إنقطعت بهم سبل العيش فى غربتهم فمصر أعلنت أن كرامة المواطن من كرامة الدوله. أما على صعيد قيادة العالم فلا شك أن الوضع سوف يختلف فلن يعد هناك عالم القطب الواحد بل أننا أمام عالم متعدد الأقطاب خاصه بعد نجاح الصين فى إحتواء الفيروس بل قيامها بإرسال فرفها الطبيه إلى عدة دول كإيران وأيطاليا على سبيل المثال لا الحصر لمساعدتها فى تبنى إستراتيجية لمواجهة فيروس كورونا بخلاف أطنان المساعدات الطبيه التى تم إرسالها ناهيك عن الدور الروسى والألمانى الصاعد منذ فتره كل هذا يشير إلى أن تغيير قادم لا محالة فى خريطة القوي الدوليه سيكون لمصر دور متقدم فيها وأن الأهتمام بالقطاع الصحى والتعليم سوف يكون أولوية قوميه لكل الدول التى إنكشف ضعفها خلال هذه الازمه القاسية.
Post A Comment: