(همس ناي) .. 
بقلم الشاعر أ. مؤيد الشايب 


أنا عن هواها لا ولا أَتَأخَّرُ

حبِّي لها في القلبِ لا يَتَغيَّرُ 

وتقولُ: "ما مقدارُ حبِّكَ آسري؟

إنِّي أحبُّكَ فوقَ ما تَتَصوَّرُ"

فأجيبُ: إني عاشقٌ ومتيَّمٌ 

بل إنَّ بي ما تشعرينَ وأكثرُ 

ألقاكِ في قمرٍ يغازلُ نجمةً 

في همسِ نايٍ تحتَ جلدي يُزهِرُ
 
ألقاكِ في ريحٍ تُعلِّقُ ثوبَها

فوقَ الغيومِ وبعد ذلكَ تزأرُ

ألقاكِ في موجٍ يغادرُ صمتَهُ 

وعلى سواحلِ لهفتي يتكسَّرُ

يأتي هواكِ من البحارِ كنورسٍ

وأنا على ظهرِ السفينةِ أُبحِرُ

سيطوفُ بي قبلَ الفطورِ وبعدَهُ

ويطوفُ أيضًا حينَما أَتَسحَّرُ

رغمَ الشياطينِ التي قد صُفِّدَتْ

ما زالَ شيطانُ الهوى يَتَبخترُ

أنا مذْ رأيتُكِ قد سُحِرْتُ ولم أزلْ 

في خلقِ ربي خاشِعًا أتدبَّرُ

الشعرُ يبكي في غيابِكِ حظَّهُ

من دونِكِ الأشعارُ كيفَ سَتُمطِرُ؟

الكونُ يفقدُ في رحيلِكِ وعيَهُ

والدمعُ في عينيهِ لا يَتَبخَّرُ

حبِّي كنهرٍ لن يُبدِّلَ طبعَهُ 

والشوقُ في أعماقِهِ يَتَجذَّرُ

أنا في انتظارِكِ فوقَ سطحِ صبابتي

والحرفُ بينَ عواطفي يَتَقطَّرُ

سأقولُ شعرًا في خدودِكِ مارِقًا 

وأصبُّ من خمرِ العيونِ وأسكرُ


Share To: