فِي الثمانينات 
اُشْتُهِر لاشِين فِي الْقَرْيَةِ أَنَّهُ يَرُدُّ المسروقات وَيُفِكّ السِّحْر وَالْأَعْمَال 
وَقَد أَحْضَرَه أَحَدِ النَّاسِ بِالْقَرْيَة لِيَعْرِف مِنْهُ مِنْ سَرَقَ محتويات مَنْزِلَة دَخَلَ الشَّيْخُ لاشِين ليتفقد الْبَيْت وَأَمَاكِن المسروقات ثُمَّ سَألَ عَنْ طِفْل لَم يتخطي الثَّامِنَةَ مِنْ عُمْرِهِ فنادي الرَّجُلُ عَلَيَّ إبْنِه مَاهِرٌ حَضَر ابْنِه.
فَأَجْلَسَه الشَّيْخ أمَامِهِ ثُمَّ طَلَبَ شال أَبْيَض رِجالِي وعقال وَطَبَّق صِينِي وَزَيْت طَعَام وَشَمْعِه أَحْضَرُوا لَهُ مَا طُلِبَ.
وَضَع الشَّال عَلِيّ رَأْس الطِّفْل عَلَيَّ أَنْ يُغَطِّيه مِنْ رَأْسِهِ حَتَّي رقبته وَهُوَ جَالِسٌ أمَامِهِ ثُمَّ سود الطَّبَق بِدُخَان الشَّمْع وَدهْن هَذَا السَّوَادَ بِزَيْت الطَّعَام وَوَضَع الطَّبَق فِي يدماهر الْمَوْضُوعَة عَلِيّ رِجْلَه وَطَلَبَ مِنْهُ أَنَّ يَنْظُرَ فِي الطَّبَقِ ويركز مَعَهُ كُلَّ الْحُضُورِ فِي صَمْت يَرَوْنَ مَا يَفْعَلُهُ الشَّيْخُ فِي تَرَقُّبِ وَبَدَأ يُتَمْتِم بِكَلِمَات غَيْرَ مَفْهُومِ مِنْهَا إلَّا كَلِمَةَ أحْضُرُوا فِي أَمَانٍ ثُمَّ يَسْأَلُ مَاهِرٌ هَلْ رَأَيْتَ شيئ ؟ يُجِيب لَا لَمْ أُرِ شيئ 
يَبْدَأ بالتمتمة  وَيُكَرِّر السُّؤَالِ هَلْ رَأَيْتَ شيئ ؟ هَل حَضَرُوا 
فَيُجِيب لَا 
اسْتَغْرَقَ مَا يَقْرُبُ مِنْ السَّاعَتَيْن وَهُوَ عَلِيُّ هَذَا الْحَالِ حَتَّي أَيْقَن هَذَا الطِّفْلِ أَنَّهُ لَا مَفَرَّ مِنْ أَنَّ يَتْرُكَهُ هَذَا الدجال إلَّا بأَنْ يُجِيبَهُ بِنَعَم ظَنًّا مِنْهُ أَنَّهُ بَعْدَهَا سَيَقُوم خُصُوصًا وَإِنَّ رَأْسَهُ وَعُنُقِهِ اتعبتاه 
وَبَدَأ الدجال يُتَمْتِم ثَانِيًا وَيَقُول اُحْضُرُوا وَأَنْتُمْ فِي أَمَانٍ ثُمَّ سَألَ الطِّفْلِ هَلْ رَأَيْتَ شيئ ؟ هَل حَضَرُوا ؟ قَال حَضَرُوا 
أُرِي حَرَكَات أَمَامِي 
فَرِح الدجال وَظَهَرَت عَلَامَات الرِّضَا عَلِيّ وُجُوه الْحَاضِرَيْنِ ثُمَّ اِسْتَرْسَل قائلا  لَهُ اُطْلُبْ مِنْهُمْ أَنْ يُقِيمُوا سُرَادِقٌ فَيُطْلَب مَاهِرٌ مِنْهُمْ مَا أَمَرَهُ بِهِ الدَّجَّال وَكَثُرَت طلبات الدَّجَّال مِمَّن طَلَبِهِم أَنْ يَحضروا فِي هَذَا الطَّبَق وَيتَعَجَّب الطِّفْل فَقَدْ كَانَ ظَنُّهُ أَنَّهُ عِنْدَمَا يُجِيبَ أَوَّلَ سُؤَال سيتركه الدَّجَّال لِيَقُوم وَلَكِنَّهَا إجَابَة تَبِعَتْهَا اجابات مِن وَحْيٌ خَيَالُه فَبَعْدَ أَنْ أَقَامُوا السُّرَادِق طَلَب ذَبَائِح ثُمَّ طَلَبَ معازيم ليأكلوا تَجْهيزات الطَّبَّاخِين الَّذِين نَادِي عَلَيْهِم الطِّفْل عَلِيّ حَسَب تَعْلِيمَات الدَّجَّال فَشَعَر مَاهِرٌ أَنَّهُ دَخَلَ فِي سِرْداب مُظْلِم مِنْ الْكَذِبِ وَالْمُسَاعَدَة غَيْر الْمَقْصُودَة لِيَأْخُذ هَذَا الدَّجَّال وَضَعَهُ بَيْنَ الْحَاضِرِينَ كَادَ أَنْ يَصْرُخ وَيُصَرِّح أَنَّه يَكْذِب وَلَكِن خَوْفُهُ مِنْ وَالِدِهِ سَيْطَرَ عَلَيْهِ فَأَكْمَل مُرْغَما وَقَطَع الدَّجَّال شُرُود الطِّفْل بِأَنْ قَالَ لَهُ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ يَأْتُوا لَك بِصُورَة الْبَيْت يُخْبِرُهُم مَاهِرٌ ثُمَّ يُخْبِرَهُ أَنَّه يُرِي الْبَيْت فَيُطْلَبُ مِنْهُ أَنَّ يُخْبِرَهُمْ أَنَّ يجْلَبُوا مِن سَيَدْخُل الْبَيْت وَيَذْكُر وَقْتَ السَّرِقَةِ وَهُنَا اِسْتَرْجَع مَاهِرٌ ذَاكَرْته وَمَا كَانَتْ تَدُور حَوْلَهُ الشُّبُهاتُ فَأَجَابَه أَنَّهُ أُتِيَ وَبَدَأ يَصِفُ الرَّجُلَ الْمَشْكُوكِ فِيهِ طَلَبُ الْعَرَّاف اسْمُهُ لَمْ يَجِبْ 
فَطَلَب مَكَان المسروقات بَعْدَ السَّرِقَةِ 
فَوَصَف ماهر سُوق كَانَ يَذْهَبُ إلَيْهِ مَعَ وَالِدِهِ 
وَبَدَأ الْعَرَّاف يَسْتَعْرِض تَفَوُّقِه وَفَكّ رِبَاط مَاهِرٌ . وَكُلّ الْحَاضِرِين يَشْكُرُون الْعَرَّاف فِي إعْجَاب وانبهار. 
انْصَرَف الْعَرَّاف وَقَام مَاهِرٌ مَذْهُولا بِمَا حَدَثَ وَدَخَلَ فِي حَيْرَةٍ شَدِيدَة أَيُخْبَر وَالِدِه بِالْحَقِيقَة وَيَكْشِف الْأَمْرِ أَمْ أَنَّ الْحَقِيقَةَ لَن تصَدَّق ويظنوا أَن مَاهِرٌ يَهْذِي 
وَاسْتَقَرّ عَلَيَّ أَنْ تَبْقِي الْحَقِيقَة سجينة صَدْرِه 
حَتَّي أَنَّهُ كُلَّمَا مَرَّ بِهِ العُمْرُ تَذَكَّرَهَا فَيَضْحَك وَكُلَّمَا رَأْي إِعْلاَنات الشَّيْخُ أَوْ الشيخة الَّتِي تَجْلِب الْحَبِيب يَقُولُ فِي نَفْسِهِ لَن يَمُوت لاشِين 
وَلَن تَفْنِي فَكَرِة الْوَهْم الَّتِي رُبَّمَا تَصْنَعُهَا الصَّدَفَة أَو نَصْنَعُهَا بِأَنْفُسِنَا ولأنفسنا 
 




Share To: