كلما بدت بوادر آنفراج دولي نحو تحقيق السلام العالمي والتوازن بين القوى العملاقة ، زادت هموم الأمة العربية وتضاعفت اختناقاتها وتزايدت الضغوط على شعوبها ، فلماذا يتعرض العرب والمسلمون على مستوى العالم لكل هذه الآلام والمحن بينما يضم تراب اراضيهم معظم الثروات التي تتطلع اليها دول العالم ؟؟؟ 
 في نظري ، أن الأمر يتطلب منا وقفة نعيد فيها حساباتنا مع انفسنا ومع حتى عقيدتنا ، وقفة نستعرض فيها اسباب النجاح ودوافع الفشل في تاريخ أمتنا ، ففي صدر الاسلام كان العرب الغلاظ الأشداء ، تحملوا اعباء المسؤولية الايمانية والاعتقادية ، وترويض قساتهم على الطاعة والتحلي بفضائل قيم الاسلام ، الا بعد أن وحدوا صفوف العرب وآشاعوا روح التضامن والتآلف بينهم ، وآخذوا العهد منهم والميثاق ، ودلك كركيزة اساسية من اجل لملمة صف الأمة والاسلام الجامع حفاظا على التعددية والتعايش كفوة لابديل لها من اجل التحديات ، ومن هذا المنطلق التضامني تحقق النصر ، ووسعت رقعة الأخوة لتشمل معظم شعوب الشرق وبعض شعوب الغرب ، فكانت تحت لواء الاسلام الفرس والروم وغيرهم ، وحتى أجزاء من الصين ، وكان هناك الأفارقة والاسيويين والعرب من كل لون وجنس ولسان ، بفضل التضامن الذي وحدهم به الإسلام السوي ، الذي لا يعترف بالفوارق العرقية والانتماءات ، وأنه ليس ملكا للعرب ولا حكرا للعجم .
لهذا نقول ، إن مسؤوليتنا تجاه الاسلام كدعوة سماوية روحية انسانية ، يحتم علينا أولا ان نرتفع فوق الخلافات والأحقاد والمطامع ، وأن نعمل على تحقيق تضامن عربي حقيقي يوحد مواقفنا السياسية ، تضامن نستطيع من خلاله ان ننظم ونحسن استغلال مواردنا وثرواتنا وان نشجع افراد امتنا على الخلق والابتكار وملاحقة التقدم التقني العالمي ، وان نسهم ايضا في رفع الظلم عن شعوبنا التي هي مجموعة من المتناقضات والخيوط المتشابكة من جميع النواحي والمستويات ، في ظل واقعها المهلهل الأكثر تخلفا عن دول العالم ، وان تحقق أمنها ورخاءها بتضامن عربي حقيقي يجبر العالم على احترامها والكف عن إلحاق الأذى بنا  ، فهل نحن فاعلون ؟؟؟ .



Share To: