العين حق...
تحيط بالانسان طاقات غير مرئية ولكنها محسوسة وآثارها بادية للعيان، ومن تلك الطاقات الخفية، والتي يخشى الغالبية الوقوع في تأثيراتهما المضرة العين والحسد.
وقد يظن الإنسان ان العين هي الحسد وذلك لكثرة ارتباطهما ببعض ولهما نفس الاعراض إلا انهما يختلفان في مسائل كثيرة.
العين تتلف ما تراه فالعين لا تصيب إلا أمرا ملموسا محسوسا مشاهدا واقعا، مثلاً لو امتلكت سيارة وأصيبت بالعين فتكون ان انتهت بإتلاف السيارة وهذا لنفس السيارة وليس كل سيارة اشتريتها تتبعها العين.
تصنيف الناس من حيث الإصابة بالعين

1 – بعض الناس يركز على الشيء او يصفه وصفاً جيدا فيصيبه.
2 – بعضهم بكل بساطة ينظر الى الشيء المراد اصابته فيصيبونه، فقد يتذكر الشخص ان احد زملائه او اقاربه قد تكلم فيه ومدحه بدون ان يذكر الله فهذا الشخص يندرج تحت قائمة الاتهام.
3 – البعض الآخر ينظر بكل بساطة الى الشيء ويتمناه له فيصيبه او انه يذكر الله فلا يصيبه.
4 – البعض يقول لا أعلم كيف اصيب بالعين إلا انني اجد في نفسي وصفاً لما اشاهد فأتلفظ به فيتأثر الموصوف.
وكل انسان قد يصيب بعينه، لذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: “اذا رأى احدكم في نفسه او حاله او من أخيه ما يعجبه فليدعُ له بالبركة فإن العين حق”.
العين التي تصيب تقسم الى:
1 – العين المعجبة: ان النفس اذا ما افرطت في الاعجاب بنعمة من النعم اثرت فيها وأفسدتها بإذن الله، إذ ينبغي ان يبادر الشخص بالدعاء الذي يعجبه بالبركة فيكون كالرقية منه.
2 – العين الحاسدة: وهي في الاصل تمني زوال النعمة التي انعم الله بها على المحسود فتخرج سهام الحسد من نفس حاسدة خبيثة، باعثها الاستحسان مختلط بالصفات السيئة كالغيرة والحقد والحسد والكراهية وتؤثر بالمحسود وبأي شيء يخصه.
3 – العين القاتلة: هي اشد انواع العين تأثيراً في العيون فهي تخرج من الشخص بقصد الضرر وان هذه العين ربما قتلت وكانت سبباً من اسباب المنية، فالمرء لا يصيبه إلا ما قدر له وان العين لا تسبق القدر ولكنها من القدر. 
كثير من الامراض العضوية والنفسية والعصبية التي يعجز الاطباء عن معرفة سببها وطريقة علاجها هي من اثر العين فما دون الموت احرى بوقوعه.
والعين مأخوذة من عان يعين إذا أصابه بعينه ، وأصلها من إعجاب العائن بالشيء ، ثم تتبعه كيفية نفسه الخبيثة ، ثم تستعين على تنفيذ سمها بنظرها إلى المعين ، وقد أمر الله نبيَّه محمَّداً صلى الله عليه وسلم بالاستعاذة من الحاسد ، فقال تعالى :  ومن شر حاسد إذا حسد  ، فكل عائن حاسد وليس كل حاسد عائنا ، فلما كان الحاسد أعم من العائن كانت الاستعاذة منه استعاذة من العائن ، وهي سهام تخرج من نفس الحاسد والعائن نحو المحسود والمعين تصيبه تارة وتخطئه تارة ، فإن صادفته مكشوفا لا وقاية عليه أثرت فيه ، وإن صادفته حذراً شاكي السلاح ( أي : تام السلاح ) لا منفذ فيه للسهام لم تؤثر فيه وربما ردت السهام على صاحبها .

(من " زاد المعاد " بتصرف) .

وقد ثبتت الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في الإصابة بالعين ، فمن ذلك ما في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرني أن أسترقي من العين " ، وأخرج مسلم وأحمد والترمذي وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ولو كان شيء سابق القدر لسبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغسلوا " صححه الألباني في السلسلة الصحيحة ( 1251 ) .

وأخرج الإمام أحمد والترمذي ( 2059 ) وصححه ، عن أسماء بنت عميس أنها قالت : يا رسول الله ، إن بني جعفر تصيبهم العين ، أفنسترقي لهم ؟ ، قال : نعم ، فلو كان شيء سابق القدر لسبقته العين . وصححه الألباني في صحيح الترمذي .

وروى أبو داود عن عائشة رضي الله عنها قالت : كان يؤمر العائن فيتوضأ ثم يغسل منه المعين . وصححه الألباني في صحيح أبي داود .

وأخرج الإمام أحمد ( 15550 ) ومالك ( 1811 ) والنسائي وابن حبان وصححه الألباني في المشكاة ( 4562 ) عن سهل بن حنيف أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج وسار معه نحو مكة حتى إذا كانوا بشعب الخرار ( اسم موضع ) من الجحفة اغتسل سهل بن حنيف وكان رجلا أبيض حسن الجسم والجلد فنظر إليه عامر بن ربيعة أحد بني عدي بن كعب وهو يغتسل فقال : ما رأيت كاليوم ولا جلد مخبأة ، فلبط سهل ، فأتي رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقيل : يا رسول الله ، هل لك في سهل والله ما يرفع رأسه ، قال : هل تتهمون فيه من أحد ؟ ، قالوا : نظر إليه عامر بن ربيعة ، فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عامرا فتغيظ عليه ، وقال : علام يقتل أحدكم أخاه ، هلا إذا رأيت ما يعجبك برَّكت ، ثم قال له : اغتسل له ، فغسل وجهه ويديه ومرفقيه وركبتيه وأطراف رجليه وداخلة إزاره في قدح ثم صب ذلك الماء عليه يصبه رجل على رأسه وظهره من خلفه ثم يكفأ القدح وراءه ، ففعل به ذلك ، فراح سهل مع الناس ليس به بأس .

( جلد مخبأة ) أي جلد عذارء

( لبط ) أي صُرع وسقط .

( داخلة إزاره ) أي الجزء الملامس للبدن من الإزار

فالجمهور من العلماء على إثبات الإصابة بالعين ؛ للأحاديث المذكورة وغيرها ، ولما هو مشاهد وواقع 
والوقاية من العين يكون بالمحافظة علي الأذكار والمعوذات



Share To: