في أيامنا هذه ، يبحث الناشرون عن عناوين مثيرة للجدل ، ورغم أني لست خبيرا مختصا ملما للفن ، فهدفي الفضولي البحثي أن أجذب الآنتباه الى مجال فني - آبداعي قل من طرحه وذلك عن فن المجسمات، لآثبات الفرق بين النسخ المقلدة والأصلية ، لان القيمة الحقيقية للنسخ المقلدة ، تقود الباحث والمهتم للنسخ الأصلية وبهذه الطريقة يمكن تحديد القيمة ، وهذه الظاهرة تتجاوز الفن .
أما مسألة ( الأصالة ) ، فإنها متأصلة منذ القدم ، حتى قبل عصور الرومان ، بآعتبار آيطاليا كنموذج تحتضن ربع اجمالي التراث العالمي في فن المجسمات ، والرومان في عهدهم كانوا يبيعون النسخ من الفنون المصرية ، وهذا يحولني الى قصة كثيرا ما وقفت عليها ، قصة ( لورينزو دي ميدشي ) ، عندما نصح ( مايكل انجيلو ) لنحث تمثال إله الحب في ( آلاتيكا ) لمتحفه بسعر أفضل . وهذا عن مسألة الأصالة التي تشير الى الصواب والخطأ ، ولطالما كان الأصيل متواجدا وآحتل عقول الأسلاف كما يفعل في الحاضر الراهن .
فكلمة " أصيل " تحمل دلالة ايجابية للغاية ( حقيقي ، اصيل ، جدير بالثقة ، الخالد ...) والذي لديه قيمة كامنة ، كما أن أصل الكلمة مثير جدا للاهتمام ، فالجذر اللاتيني ( اوريري ) يعني ان ترتفع أو ان تولد ، لأن كلمة " أصلي " تعود الى كلمة ( ولادة ) ، وهي فكرة رسم لخط موازي بين الاستنساخ الفني والاستنساخ البشري بعد ذلك ، كما أن البحث في الأعمال الأصلية هي عملية آكتشاف أساسات الحضارة ، وهذا تعريف اوسع لمفهوم التراث الثقافي ، كما ان البحث في جذور الثقافة يرتبط ارتباطا وثيقا بالتعريف الأساسي للأصالة ، ومع الأصالة نحتاج الى الموثوقية والحاجة الى الاثبات الحضاري ضمن أصالة الأعمال .



Post A Comment: