ما زلت أنظر من النافذه التي كنت أطل من خلالها منذ ثلاثين سنة منتظر عودته من العمل لأرتمي في حضنه في أشتياق و لهفة و كأنه كان مُسافر الي بلاد بعيدة أو في سفر طويل

و رغم انه كان يعود من عمله في شدة الأنهاك و التعب الا انه كان يمسك بيدي بأحدي أصابعه و يصطحبني الي الخارج و يأتي لي بكل ما طلبت و كنت أري الفرحه تغمره عندما كان يلبي لي ما طلبت و كأنه هو الذي تأتيه أو كأنه هو طفلي و أنا أباه

كان يحارب من أجل سعادتي و اذا أصابني مكروه لم يكن يأتيه النوم الي ان أطيب فيطيب باله و يهنئ قلبه و يُشفا السهر

و كلما نجحت و تخطيت أحدي مراحل دراستي كان الناس يهنؤنه و كأنه هو من نجح من شدة فرحه و تحدثه طويلا عن نجاحي

الا ان جاءت صاعقتي المدوية و التي لم افكر فيها يوماً و كأنها أصابتني انا و ان كانت قد فعلت و لا زلت الي اليوم أشعر بألالام جراحها و بدت دون شفاء

فقد كان رحيله أصعب ما واجهت خلال حياتي اخذا بجزء كبير منها في مرقده و تبقي لي جزء ضئيل أتنفسه و يدق قلبي له عيش بلا حياة

و لكن الله كما من علي بمرافقته في حياته من علي ايضا برفقته في منامي احدثه و يحدثني و كأنه لم يفارقني و ان كان رحيله حق لكنه:
رحيل برفقه

 رحمة الله عليك أبي فلن يحبني أحد مثلك يوماً



Share To: