التسامح صفة عظيمة نجد أن الله فضل الإنسان المتسامح لتسامحه وتجاوزه زلات الأشخاص.
فربما لأن التسامح صفة من الصفات التي تدل على النقاء وكرم الأخلاق.
وكل هذا من الصفات الحسنة التي يدعوا لها ديننا دائما، فكلنا نعرف أن الدين أخلاق أولا.
فالتسامح هو زينة الفضائل.
والتسامح أيضا يشعر صاحبه بالقوة، لأن لا يقدر على التسامح غير الإنسان قوى النفس.
وأتذكر الآن مقولة: أن التسامح أرقى أنواع النسيان.
فبعد كل هذا تعرف لماذا التسامح من الصفات المهمة التي يجب أن تمارسها.
ولكن أنا لم آتى اليوم لأحدثك عن التسامح الذي تعرفه جيدا.
أنا أتيت اليوم لأحدثك عن ما هو أعمق وهو التسامح مع ذاتك.
هل أنت متسامح مع نفسك؟
راضي عنها؟
أم أنك تعذبها وتجلدها بكثرة اتهاماتك لها.
صدقني لو كان التسامح من أعلى الصفات الإنسانية فما بالك بالتسامح مع النفس.
لا شيء مفيد مثل مصارحتك لنفسك بجميع أخطائها ثم عدم إتهام أحد بهذه الأخطاء.
ثم الرضا على كل ما فعلت الحسن منه أو السيئ،
ثم مسامحة نفسك تماما على كل أفعالك،
مع الوعد بأنك ستتغير للأفضل.
ولكن دون إستعجال ودون أن تلومها حتى لو تكررت تلك الأفعال.
فأنظر أن الله حبب لك التسامح مع الآخرين فما بالك بنفسك.
أليست تستحق أن نسامحها ؟
أليست تستحق أن نستمع لها ونلتمس لها الأعذار في بعض الأحيان؟
نفسك هي أمانه وضعها الله بين يديك فلا تهملها،
لأن إهمالك لها سيرد عليك عواقب وخيمة.
أولها أمراض نفسية ليس لها علاج إلا بمصارحتك لها ومسامحتها.
سامح نفسك وتقبلها كما هي بقوتها وضعفها،
تقبل أخطائها قبل صوابها.
كيف تطلب من الآخرين مسامحتك وتقبلك وأنت لا تتقبل ذاتك وتسامحها.
إعرف أن كثرة محاسبتك لنفسك هي من شيم الأشخاص الصالحين.
فالسيئون لا يعترفون بسوءهم.
وإعترف بأخطائك واعتبرها تجارب مكتسبة وهي وراء تشكيل حياتك الآن ومستقبلا.
وأن هذه الأخطاء لها كل الفضل لتولد منك هذا الأنسان القوي الذي أنت عليه الآن.
حب نفسك وسامحها ونقيها من العيوب ولكن بدون جلد وتعذيب لها.
فأنت تستحق أن تحب نفسك أولا.
Post A Comment: