خرجت مع زوجها في رحلة الي الغابة تشاهد جانب من حياة الذئاب و طرق مطاردة فرائسها و كيفية اصطيادها و هي تركب السيارة المكشوفة مع مجموعة من السياح الشغفين مثلها بالحياة البرية

و خلال ذلك وقعت عينها علي انثي ذئب ترضع صغارها و تحنو عليهم و كأنها حيوان أليف فجذبها المشهد حتي انها بعدت عن المجموعة دون ان تلاحظ و اقتربت لتري و تقوم بألتقاط بعض الصور لذلك المنظر الرائع

لم تدوم تلك اللقطة طويلاً فسرعان ما شعرت بوجودها انثي الذئب فكشرت عن انيابها و بدا الوجه الاخر لها و سرعان ما تقدمت اليها مسرعة لتقفز عليها و تقتلها

عندما رأت المرأة ذلك المنظر صرخت بأعلي صوتها مما لفت نظر الحارس اليها سريعا مطلقاً الرصاص باتجاه انثي الذئب فسقطت عن قفزتها صوب المرأة مما أرداها قتيله في الحال

جثت المرأة الي الأرض و بالكاد تلتقط انفاسها وهي تبكي من شدة الخوف و الفزع لما رأتهه للتو و ما كانت ستلاقيه ان لم تُقتل تلك الأنثي المتوحشة

بعد ذلك و قبل ان يصطحبها زوجها الي السيارة للمغادرة ألتفتت نحو صغار أنثي الذئب و ذهبت اليهم و بدأت تحملهم بين اذرعها ثم نظرت الي زوجها ففهم فوراً مرادها كما هو الحال بين الازواج بعد مرور وقت علي زواجهما

رفض الزوج بشدة  أصطحاب الذئاب الصغار الي المنزل و ان كان هذا عن قناعة تامه لزوجته فهي  تري ان رعاية هؤلاء الصغار هو الشئ الوحيد الذي سيُكفر عن تسببها في مقتل أمهم

و كما هو الحال في صفات الرجال و التشبث برأيهم صمم الزوج ان يبني بيتاً صغيرا في حديقة الفيلا يجمع فيه الذئاب الصغيرة و ان يُعين لهم خصيصاً من تراعاهم ترضعهم اللبن و تقوم بتنظيفهم

تربت الذئاب وسط البشر الي ان ألفتهم و ألفوها و كأنها صارت كلاب منزلية أليفه فقد ماتت أمهم قبل ان تعلمهم فنون الصيد و قبل ان تزرع في قلوبهم حب الأفتراس

و في ذات يوم انشغل الزوجين و نسيا باب المنزل مفتوح و لم يكن أحد الذئاب موثقا فخرج في نزهة وحده الي الشارع و ما هي الا دقائق حتي رأه الناس و بدأوا في رشقه بالحجارة الي ان تطور الأمر بأطلاق الرصاص عليه مما دفعه الي الفرار الي غابة قريبة

مرت الساعات و شعر الذئب بالجوع و ارشدته غريزته ان لا بد ان يقتل ليأكل فأخذ يشتم الرائحة و يتلمس طريق الفرائس الي ان رأي غزال شارد عن القطيع فهرع نحوه مسرعاً وبعد مطاردة قصيرة أسقط الغزال أرضاً و سيطر عليه الا انه لم يعرف كيف يقتله فأخذ يعضه مرات و مرات لكنها برفق كما تعود ان يفعل عند أصدقائه في المنزل

لم تكن هذه العضات تؤذي الغزال كثيرا الي ان سئم الذئب من ذلك و بدأ رويدا رويدا يخف من وطئة قبضته علي الغزال الي ان وجد الغزال فرصة للهرب فأسرع بأغتنامها

ظل الذئب جالس و لم يحرك ساكنا و لم يفكر حتي في مطاردة فريسته مرة اخري فقد عرف انه لم يُسير لهذا الأمر و ظل هكذا الي ان وجده اصدقائه بعد فترة من البحث و أعادوه الي المنزل الذي تربي فيه هو و أخوته.

 ...........................................

- كذلك من نشئ في حب طاعة الله ربما وسوس له الرجيم ان يعصي و حرك فيه غرائز الشهوة الا انه عندما يتقدم الي ارتكاب المعصية أو ذنب يفشل و لم يُيسر له الأمر كما كان يُيسر له عندما كان يُقدم علي فعل الطاعة فبتوفيق من الله منعه من أرتكاب كبيرة.




Share To: