كنت في السابعه عشر من عمري وكنت دائم الزياره لعمتي وفي يوم وبعد أنقضاء اليوم الدراسي ذهبت اليها مباشرة قبل ذهابي الي البيت فكنت لم أزورها من حوالي أسبوع وأحسست أني أشتقت اليها كثيراً وخلال صعودي الدَرج أصدمت بفتاه كانت تنزل بسرعه كبيره فأسقطت الشنطه من يدي فأنحنيت لألتقطها وأنا أرفع رأسي وأتئهب للصراخ في وجهها اذ بي أري فتاه تبدو في السادسه عشر من عمرها لم أشاهد مثل جمالها من قبل أو هكذا كانت في عيني فأنعقد لساني وتسارعت دقات قلبي وهي تقف أمامي وتتأسف عما حدث وأنا لا أسمع شيئ ولا أرد عليها فنظرت الي ولا تعرف ماذا تقول فأبتسمت و أنصرفت من أمامي و أنا أتتبعها بنظري الي أن أنتهت من نزول السلم و أتجهت نحو الشارع فأسرعت و أكملت الدرج الي أن وصلت الي شقة عمتي و طرقت الباب و دخلت دون أن أتفوه بكلمه و لا أعرف حتي من فتح لي الباب وتوجهت فور دخولي الي الشرفه أنظر الي الشارع لأتتبعها لكنها كانت قد أختفت.

نظرت الي عمتي و أولادها و لا يعرفون ماذا يجري و سألوني عما يحدث فقلت لهم لا شيئ و نسيت شوقي لعمتي و لم أتفوه بكلمه و فكرت أني لو نزلت الآن ربما لحقت بها و أستاذنت من عمتي و أنصرفت مدعياً أني قد نسيت شيئاً و أنصرفت تاركاً عمتي و أولادها في حيره و دهشه من تصرفي ذلك و نزلت الدرج بسرعة لدرجه أصبحت رؤيتي مشوشه حتي أصدمت بأحداهن فنظرت اليها لأعتذر لها عن ذلك
فرأيتها تضحك و قالت لي: كده نبقي خالصين
فضحكت و سئالتها : أنتي ساكنه جديد هنا ؟؟
قالت : لا أنا ليه واحده صاحبتي هنا و كنت جايه أزورها
قلت لها : من حظي السعيد انك قررتي تزوريها مرتين اليوم
ضحكت و قالت : لا لكني نسيت شيئاً و رجعت أجيبه
قلت : نفس ما حدث معي بالضبط نسيت حاجه بس مش مع صاحبتك
فضحكت بشده شعرت لحظتها أنها سرقت قلبي و أقتلعته من مكانه فكانت اذا ضحكت تبسم وجهها كله بعدها حانت اللحظه التي لم أكن أريدها أن تأتي أستأذنت و نزلت
فقلت لها : و الحاجه اللي نسيتيها ؟؟
فأبتسمت و قالت: أبقي هاتهالي مع الحاجه اللي أنت نسيتها المره الجايه
فضحكت و قلت لها :أمتي؟
فقالت لي: بعد بكره زي دلوقت

صعدت الي عمتي لكن عندما فتحت لي تلك المره أخذتها بين أحضاني و قبلتها و الفرحه تشع من عيني لا أستطيع أن أخفيها مهما حاولت فتعجبت عمتي و رغم ألحاحها عن سبب تلك الفرحه و سر ذلك اللمعان في عيني لم أخبرها بما حدث.

تكررت زيارتي لعمتي كعادتي لكنها كانت لرؤيتة الحب الذي فاجئني و سرق قلبي و راحة بالي
بعد سنوات و بعد التخرج قررنا الأرتباط فذهبت الي أبيها فلم يمانع و لكن ظروفي كانت لا تسمح بأي أرتباط و لم يكن لدي حتي ثمن خاتم الخطبة فأتفقت معي أن تجمع لي جمعيه علي أن أتسلمها الأول لأشتري لها خاتم و دبله لتكون خطيبتي وتكون مقابلتنا بشكل رسمي لا يشوبها شائب

بعد أيام طرق باب شقتهم جاراً لهم كان قد سافر منذ سنوات و قد عمل بالخارج و سلم علي أبيها وأقترح عليه الدخول لتناول فنجاناً من الشاي فوافق و بينما هو كذلك رأي حبيبتي التي لم يراها منذ سنوات و فوراً طلب يدها من أبيها دون أن يسئل حتي ان كانت مرتبطه أو لا

في ظل ثرائه لم يريد أبيها أن يقول له أنها مرتبطه و وعده بالتفكير و الرد عليه
و بدأ والديها بالضغط عليها للموافقه علي ذلك العريس الثري
فقابلتني و طلبت مني أن أفعل أي شيئ بسرعه و لكني وقتها لم يكن لدي ما أفعله و عرفت أنها ستكون آخر مره أراها فيها

بعد فتره قابلت زميل بالجامعه و صديق حميم و بالسؤال عن أحواله عرفت أنه يعمل بأحدي السفارات و وعدني بأنه سيقوم بالتوسط لي و تعييني بوظيفه بتلك السفاره و بالفعل وفي بوعده و شغلت وظيفه بتلك السفاره و خلال كل تلك الفتره كنت أحاول أن أتصل أول أقابل حبيبتي لكن دون جدوي فقد غير أبيها رقم هاتفهم وما عادت تذهب الي صديقتها جارة عمتي

ذهبت الي منزلهم لأخبار أهلها أني الآن أشغل وظيفه و قادر علي خطبة أبنتهم و خلال مده وجيزه سأكون قادر علي الزواج بها

لكن أبيها أخبرني أن الآوان قد فات و هي الآن مخطوبه لشاب آخر و هو بالطبع ذلك الثري

خرجت من منزلهم أكاد لا أري أمامي و لا أعرف كيف وصلت الي منزلي وفي نفس اليوم جائني اتصال وعندما قمت بالرد سمعت الصوت الذي أسعدني كثيراً سماعه و عُذبت لوداعه أنها هي فكانت لا تزال تحتفظ برقم هاتفي
قالت:سأفعل كل ما أستطيع لفسخ تلك الخطبه فأنا أحبك ولن أتزوج غيرك

لم أستطيع الرد بعد تلك الكلمات و شعرت أن قلبي يخرج من مكانه و يقبلني من فرط سعادته

بعد أيام أتصلت بي و طلبت مقابلتي و تقابلنا و أنا انظر الي كل جزء من وجهها أريد أن أقبله و أصرخ و أقول له أشتقت اليك كثيراً
بشرتني أنها نفذت ما وعدتني به و صارحت العريس أنها تحب شخص آخر ليفسخ الخطبه فكان من المستحيل أقناع والديها بفسخ تلك الخطبه
و بالفعل تم لها ما ارادنا و أتفقنا علي أن أذهب الي أبيها في اليوم التالي لخطبتها

ذهبت و طلبت يدها من أبيها و بعد أسبوع أصبحت خطيبتي و بدأنا نخطط للزواج

و بعد سنتين من الخطبه تزوجنا و أصبحنا أسعد زوجين في الدنيا
و بعد سنه من الزواج حملت بكي و كنا طائرين بالفرحه بذلك و من وقتها و نحن نحلمان بتلك اللحظه و كنتي لا تزالين جنيناً في بطنها
و بعد تسعة أشهر جئتي أنتي الي الدنيا لكن أمك و حبيبة عمري و زوجتي قد فارقت الحياه بعد ولادتك

و قررت أن لا أتزوج غيرها حتي بعد موتها كما قررت هي عدم الزواج بغيري في حياتها

و منذ ذلك الحين و أنا أهب كل حياتي لتربية الجزء الباقي لي منها في الحياه فكنت كلما نظرت اليكي كأني أري أمك لكي نفس نظرتها الحانيه و ضحكتها الرقيقه الصافيه
و كأني أراها ترتدي ذلك الفستان الذي ترتديه الآن فستان زفافها

و وصيتي لكي أن تكوني لزوجك كما كانت هي لأبيكي فلم أنظر اليها الا و رأيتها تبتسم أبتسامة رضا و أن ضاقت الأحوال و لم تفشي سراً لي يوماً و أن كان لأقرب الناس اليها و كانت تشعر بما أريده و تلبيه قبل أن أطلبه مثلما كنت لها كما أسعدتني كثيراً رغم حياتها القصيره.




Share To: