عرض السلعة فن راق ، وذوق رقراق ، يتسم بانسياب المهارات ، وتدفق القدرات ، لعرض ما يمتاز به المعروض ، وقد برع العرب ، منذ القدم ، في هذا المجال ، وكان لهم قصب السبق ، في عرض السلعة ، بطريقة جذابة ، فقد ضرب العرب الأسواق ، في أماكن شتى ، منها سوق عكاظ ، وذي المجاز ، ونطأة خيبرة ، وعرفوا من أي مدخل يدخلون ، فينادون على الفتى بما يمتاز من عضلات ، وعلى الحسناء بما تمتاز ، من مفاتن ، وعلى الشعراء بما يجيدون من القريض ، وعلى اهل السجع بما يطربون به الآذان . وكان السجال له في الأسواق مقر ، وكانت تضرب قبة للنابغة ؛ ليفصل بين الشعراء .وهنا سنقطف بعض الزهر من بستان الشعر ، والموقف المعروض هنا ، يعبر عن سجال بين جاريتين ، روي عن الشافعي قال : تزوج رجل من الأعراب امرأة جديدة على امرأة قديمة ، وكانت جارية الجديدة تمر على باب القديمة فتقول : 
وما يستوي الرجلان رجل صحيحة ورجل رمى فيها الزمان فشلت 
ثم مرت تلك الجارية بعد أيام ، فقالت : 
وما يستوي الثوبان : ثوب به البلى.، وثوب بأيدي البائعين جديد 
فخرجت لها جارية القديمة ، فقالت : 
نقل فؤادك حيث شئت من الهوى ..ما القلب إلا للحبيب الأول 
كم منزل في الأرض يألفه الفتى ...... وحنينه أبدا لأول منزل
ومما تقدم يلزم أصحاب اللغة ان يضعوا تراثها في المعالي
وأن يحسنوا العرض ، ويقدروا قيمة الإرث الذي آل إليهم .



Share To: