من يزعم أن الأخلاق لا دين لها، فهو جاهل مع سبق الإصرار والترصد .. لا علم الاجتماع البشري الجامع المانع، الذي يصل كل العلوم ويحتويها، من علوم الفكر والإنسان إلى علوم الطبيعة والأرض يقول ذلك، ولا علوم مقارنة الأديان تؤمن بغير التقاء الأخلاق بالدين وقيم الحياة بالاعتقاد الديني.
حتى علم الأخلاق يرفض هذا التشويه المحض لروابط الدين بالأخلاق، فالأخلاق بالأساس هي منظومة قيم يعتبرها الناس بشكل عام جالبة للخير وطاردةً للشر وفقاً للفلسفة الليبرالية نفسها.
لا أدري كيف يتقبل المغاربة هذه الشطحات الخرافية، التي التقت بالعصبية والتطرف، وبلغت سنان القبح الفكري والتغريب البشع، كي تنتج مسخا ذهانيا يرقى للجنون والسلوك الشاذ ..
أعجبني جواب للفيلسوف طه عبدالرحمان عن سؤال في الموضوع يقول : الربط بين الأخلاق والدين، تقول أنه لا أخلاق بدون دين، على الأقل منذ عمانويل كانط ..

جواب الفيلسوف طه عبد الرحمن: كانط هو حقيقة علمن الأخلاق، ما معناه؟ فصلها عن الدين وأدخل عليها التعقيل، فصلها عن الدين وأدخل عليها التحليل العقلي والتنظير العقلي، هذا لا يمنع أن الأصل فيها أصل ديني وأعطيك.. نمارس اليوم باستمرار في مجالنا وفي حياتنا اليوم علمنة الأخلاق، أعطيك أمثلة حية؛ مفهوم التضامن مفهوم أخلاقي ديني ولكنه الأصل فيه هو الإحسان عند المسيحيين والتراحم عند المسلمين، فمبدأ التراحم أدخلت عليه الصفة العقلية، يعني ألبس اللباس العقلي ليصبح هو التضامن، نأخذ مفهوم آخر مفهوم المواطنة أيضا هذا المفهوم هو علمنة لمفهوم الأخوة، لمفهوم الأخوة الذي هو مفهوم ديني، فالمواطنة عبارة عن علمنة هذا المفهوم، فأعيد يعني أقول إن كانط هو في الحقيقة فصل الأخلاق عن الدين وهي موصلة أصلا وفصلا ليستجيب لمقتضى الحداثة ومقتضى الأنوارية ومقتضى فكر بنفسك ولا تنتظر وصاية أحد عليك..



Share To: