رسول حمزاتوف ( 1923 – 2003 ) أشهر شاعر داغستاني . ترجمت اعماله الى العديد من لغات العالم وبضمنها اللغة العربية . كانت كتبه تصدر بملايين النسخ في العهد السوفيتي بعد ترجمتها الى اللغة الروسية من قبل شعراء روس بارزين ويعترف حمزاتوف انه مدين لهؤلاء الشعراء بشهرته ، سواء في الاتحاد السوفيتي أو في بلدان العالم الأخرى ، ولولا هذه الترجمات لظلت قصائده حبيسة اللغة الداغستانية . وقال ان بعض تلك الترجمات الشعرية افضل من الأصل .
كتب حمزاتوف النثر الفني الممتع اضافة الى قصائده الرائعة . ومن اشهر كتبه " داغستان بلدي " الذي تحول الى مصدر ثري للاقتباسات والأقوال المأثورة ومنها : " ليس من اللائق أن تكون في صحة جيدة في هذا العالم المريض " . ويقول ايضاً: " أنا متشائم كبير ، وأحترم المتشائمين ، لأن المتفائلين على وجه التحديد ، هم وراء جميع الحروب في العالم " .أنا سعيد لأنني متشائم ، ولهذا لم أقتل أحداً . اما شباب اليوم فانهم يَقتلون الآخرين بتفاؤل كبير . لقد عانينا الكثير من المتفائلين ، ومن هذه القبلات الهاتفية وحب التجمعات .
في عام 1946 صدر القرار الشهير ، سيئ الصيت حول فصل كل من الكاتب الساخر ميخائيل زوشينكو والشاعرة آنّا أخماتوفا من عضوية اتحاد الكتّاب السوفيت وحظر نشر أعمالهما الأدبية ، وحرمانهما من موارد رزقهما . وشنت السلطة السوفيتية حملة ظالمة وواسعة ضدهما ، ولجأت كعادتها ، الى تنظيم اجتماعات للكتّاب وتجمعات جماهيرية اجبارية لأدانة زوشينكو وأخماتوفا ، باعتبارهما عنصرين معاديين للنظام القائم . وقد شارك حمزاتوف في احد هذه الاجتماعات والقى فيها كلمة ، ادان فيها – مع عشرات الكتّاب الآخرين - اعمال زوشينكو وأخماتوفا . وفيما بعد ندم حمزاتوف أشد الندم على ما صدر عنه بحق هذين المبدعين العظيمين . وقال حمزاتوف ذات مرة . لم أندم في حياتي على شيء اكثر من ندمي على كلمتي تلك .لقد شجبت اعمالهما الأدبية في وقت لم اكن قد قرأت بعد شيئا من تلك الأعمال .
Post A Comment: