________________________

حائطٌ طينيٌّ في سقيفةِ البيت
تحتَه يضعُ لمبتَه الفلاحي
يضربُها الهواءُ بأنفاسِه والبرد
فتهتز أمامَ عينيه
حوائطُ بيتِه الطينيّ
فترتعِشُ بداخله الجدران
يَخشَى العتمةَ
والظلماتُ
تطبِقُ عليه
وتُشرِّكُ صدرَه  
كما تشرّكُ جلبابَه
من القَبِّ وحتى الأرض
فيصرخُ منها كأن به مَسًا
أو كمَنْ أمسَك بسِلكٍ عارٍ
مِن أسلاكِ الضغط العالي
يخشَى أن ينطفئ الضوءُ
فيَتفتّت
يخشى أن تَسقط رعشتُه
مِن فوق الحائط
فينكسِر
فيأتي بمصباحٍ آخَرَ
يزرعُه في حائطِه الطينيّ
***
يتمدّدُ فوق حصيرتِه
ويحدّقُ في السقف
في نقطةٍ واحدةٍ
تَخرجُ مِن ذاكرتِه فتضئ
تأخذُ بصرَه
تكبرُ
تنزلُ قطرات مِن عينيه
ينسلخُ مِن نفسِه
فتنقسم اثنين أكبر
ثلاثًا ... أربعًا.....خمسًا
تندمِجُ وتتوحّد
ينبثِقُ النور
وتتوالدُ أبعادٌ في أبعاد
تتمدّد
فيصير النورُ كمِشكاةٍ فيها كوكبُه الدريّ
 يقفزُ مِن فوق الحائط
يدورُ في الأفق 
ومِن فوق سماواتٍ سبْع
يُطِلُّ عليه.
بداخلِه تسرِي
طمأنينةٌ وسَكِينة
أينما يذهب تمشي معه
كطفلٍ يخبِر أمَّه:
في كل مكانٍ أذهبُ فيه  
يمشي معي 
وحين أنامُ أراه
مِن فوق سماواتٍ سبْع
يُطِلُّ عليّ
له جسدُ لكن ليس ككلِّ الأجساد
جسدٌ يلفُّ الأرضَ سريعًا
مثل الضوء
ويصعدُ فيغطّي كل الكون
لكنّ الوجهَ
يَظلُّ
محفورًا في ذاكرتِه
محتَضَنًا بين يديه
يتنفسُ مِنه فيذووووب
يقبّلُه فيعود ويتخلّق
كل نفَسٍ فيه يسعى إليه
كل خطوةٍ يسعى إليه فيها
يسقطُ منه جزءٌ فيه فيبصِره
وكلما دَنا منه أكثر
تتساقطُ أجزاؤه فيه أكثر
فيبصِرها أكثرَ وأكثر
وما يتبقى منه يراه الناسُ 
ولا يبصِرُه
ويبقى فى ظلماتِ الليل
ضوءٌ يرتعِشُ فوق حائطٍ طينيّ
وأنا
متمددٌ
فوق حصيرة
أحدّقُ في السقفِ 
في نقطةٍ واحدة
تَخرجُ مِن ذاكرتي
فتضئ! 



Share To: