عذراً دمشقُ ، فما يُفيدُ عتابُ
وأميـرُكِ المـأفــونُ والكــذَّابُ
والمارقون السارقون شمالُـه
ويـمـينُـه الديُّـوثُ والنصَّـابُ
أنَّى أعاتب يا دمشقُ ذبيحـةً
بيَـدِ المجـوسِ ، وكلُّهم قصَّابُ
لهفي عليكِ فقد تسلَّطَ فاجرٌ
وأباح جسـمَك للخَنـا الأعـرابُ
الخـائنـون البائعـون ربـيعَـنا
للعابرين .. ولا أسُــوُدَ غِضَـابُ
أنعي إليك أيا دمشقُ مـروءةً
ماتت ، فماتت بعـدَها الأنسـابُ
وبنو أميةَ مُلجَمون بقهـرِهم
ومُـكَـبَّـلونَ ، وقـيدُهـم غَــلَّابُ
ماكنتُ أدري أن سـيعدو غادرٌ
في جنحِ ليلٍ ، أو تـُغـيرُ كـلابُ
في غفلةٍ غارت جحافلُ فارسٍ
فاستمرَأت لحـمَ الشـآمِ ذئـابُ
في عُرفِهم صاروا ولاةَ أمورِنا
وكـأنـَّنــا بـبــلادِنــا أغــــــرابُ
عينايَ ترنو للشآمِ وأدمـعي
هـتَّــانـةٌ ، وكـأنَّـهـــا مــيــزابُ
لكِ يا دمشقُ أصوغُ حَرفي قُبلَةً
بينَ العـيونِ تخيطُـهـا الأهـدابُ
لكِ يا دمشقُ أذيبُ قلبي سُكَّراً
في ضـفـتيكِ ، لـيحلـوَ الـعُـنَّــابُ
فمتى يعـودُ إلى الشـآمُ نقاؤها
وتـغـادرُ الوطـنَ النظيفَ قِحَــابُ
وتعـود تزهـو " جلَّقٌ " بـبهائهـا
بربـيـعـهـا تـتـراقـصُ الأطــيــابُ
والياسمينُ يرفًُ في أمدائـِها
طـربـاً لـهـا ، ويُـعَــرِّشُ اللـبـلابُ
Post A Comment: