أنا عاشق زائف،هاأنا أجلسُ في زاوية بدون ضوء كشيطانٍ خائفٍ من أن تُنتزع روحه بصاعقة رعدية، أمارسُ مهنتي الجميلة ألا وهي وضع أصابع يدي الى فَمي،أقومُ بالقضاء على أظافري الطويلة كطول قُبح الساسة في هذا الوطن الذي أحرمني من عمود انارة وضوء لمبة وأسلاك في الجدران الفقيرة يا أنتِ،هُنا أنا بِنصف جسد، ممزق كخرقة تصرخ وجعا والسبب لا أدري من وضع فيها بقايا حبات السجائر والجَمر،تفوح من جَسدي رائحة العَرق كعاملٍ يحملُ الأحجار تحت حرارة الشمس وقت الظهيرة لكي يجني من تعبة قليلٍ من النقود التي تجعله مُبتسمٍ عندما يأتي نهاية الأسبوع كي يقومُ بِشراء الفواكهة والدقيق وقِطع الشوكلاته للأطفال، أطفال قلبي يصرخون من شدة بُعدكِ عَني يا من تسكنين في دِماغي وتتجولين في عروق أوردتي،نبضات فؤادي ليست مُرتبة والسبب شرودي والتفكير الزائد الذي يعجنني كما يُعجن الدقيق والذي من خلاله أرتبُ خطة جميلة تجعلني ألعنُ هذه الغُرفة وأبصقُ في زواياها كما يبصقُ أهل الضحية في وجه مجرمٍ أنتزع روح ولدهم برصاصة عندما ينظرون إليه معلق في حِبال المشنقة ثم يودعوه بقليلٍ من القذائف المائية اللواتي يخرجن من أفواههم،والخطة كيف أوصل إليكِ
أكتبُ من زاوية ضيقة كثُقب إبرة خياط،والخياط هو الألم الذي يحولني الى قطعة قُماش ويحيكُ من أجزائي فساتين مُبللة بالدموع للسماء،وقُبعات سوداء تعبر عن حياتي في غيابك يا أميرتي المُدللة، قُبعات كَقبعات أفراد المافيا البارعون بِسرقة المقتنيات والمجوهرات والمركبات،كنتُ قد أصطحبتكِ إلى المدينة قبل أسبوع من الأن، ذهبنا سويا وعندما قَبلت أقدامنا تُراب تلك الأرض أتى أخاكِ ثم أخذكِ الى المنزل القريب من المُستشفى الذي يوجد فيه طبيبة بارعة بِإدخال الفرح والسعادة إلى أفئدة الفتيات القريبات من المخاض، تركتكِ ومن ثم شديتُ رحالي إلى مدينة أُخرى لِمقابلة أصدقائي الذين تعرفت عليهم عَبر المواقع، لكنني أعلمُ بأن طِفلي يعاتبني ويركلُ رحمكِ بقوة وأنا سبب هذا .
فجأة أخترقت عَقلي قرارات خاطئة جعلتني أقررُ هَجر المدينة وأعودُ إلى القرية يا حبيبتي، عُدت الى قَريتي لكن أقسمُ لكِ بأنني لم أدخلُ منزلي إلى اللحظة، أنا هُنا في مَنزل والدي البعيد من منزلنا، لم أذهب إليه لأنني أرى منزلنا مجموعة من الغابات والسبب أنكِ لستِ معي، كلما قررتُ أحملُ مفاتيح أبواب المَنزل أرى المفاتيح مجموعة من الجَمر، وكلما هرعتُ نحو الطريق المؤدية إلى منزلي أراني تائه وسط صحراء، أنظر لِمنزلنا من بعيد فأراهُ يحتقرني وأسمعُ الحجارة يصرخون في وجهي وبصوتٍ عال يرددون ويقولون: يا لكَ من عاشق أحمق وتعيس عندما تركت حبيبتك وحيدة تعاني من ألم قُرب المخاض وأتيت الى هُنا،هأنذا سأهجرُ هذه القرية الملعونة والوحدة المُجرمة التي تخترق دِماغي بالسلاح كما يخترق الصاروخ الغلاف الجوي ويشد الرحال إلى البعيد، فالأيام التي لا أرى فيها وجهكِ هي نبذة من حياة جَهنم، سأمزقُ ساعات الغياب وسأرجمُ بها الى سلة النسيان بدون إكتراث،أوعدكِ أنني
سأرتدي ضحكتكِ ربطة عُنق حمراء وسأشد الرحال نحو المدينة التي تتواجدين فيها يا امرأة الزنابق والزهور .
Post A Comment: