***   ***   ***
أمّي
والقلبُ دفترُ الذكريات لشوقها
وكلّما سافرتُ دونَها
انّثقَب

تداعى
تَكَسّرَ
تهشّمَ
كأنّه بيّتاً مهاجراً من قصب

وأظلّ في انكسارٍ
والريحُ تحملني
من بيتِ غانيةٍ لأخرى
ومن ضياعٍ لانكسارٍ
ومن زاويةٍ لسِجنها
ومن ظلٍ عتيقٍ
ممزقٍ
لغرق

حبيبتي هي
فوق النار وعصّفها
دون الحبيبات بِعشقها
وشوّقِها
وعَطّفِها
حبيبتي هي
وحبّها كالصبّحِ من فَلَقْ

والحبّ لغيرها
يكون ناراً لسيدةٍ أنثى
عَصفاً ثائراً
ويكون بالقلب اشتعل

وبعد غيٍّ
يتركه في احتراقٍ
كأنّه حطب

لكنّها أمي
كلما أحببّتها أيّنّعّ القلبُ
وصارَ تفاحة متورداً
موشحاً
دَوّمَاً بحُمّرَةِ الخَجل

وعيوني لها كلّ صباحٍ
ومساءٍ
شمساً
ورغيفَ خبزٍ
تبدأ النهار فيه
كي تقاوم الجوع لمّا تبدأ
على يومها
تُصارعُ في جروح البيتِ
شقاوة العمل

وصوتي لشوقِ سَمّعِها
على دروب الليل
وفي كهوف الفَجّرِ
فعلُ احتراقٍ ، وحريق
صلاةً ، وهديل

عاشقاً ما كنتُ يوماً
لكنني فيكِ رأيتُ الحياة
وعشقتُ في صوتك الجميل
عُشبَ الصهيل

أنا في قلبِ أمّي لستُ واحداً
أنا شَمّسُها والقمر
وعلى جبينها يَتَرَصّعُ شوّق أحبَّتي
عِقداً مضاءً
من شموسٍ أرّبَعه
وكواكبٍ عشر

أنا لا أدّعي صلاتي في حِجّرِها
لكنّني ما قمتُ يوماً لربّي
مصلّياً
إلا دَعوتُ لها من علّيائه
أن يُسعد أمّي
ومن نعيم رحّمته
يمدّها بطول العمر




Share To: