تشتعلُ الابتسامةُ
تتفجَّرُ النَّسمةُ
ويحترقُ النّدى
الفضاءُ يُهَروِلُ
والهواءُ يتفحَّمُ
والبحرُ يغمى عليهِ
والأرضُ تستجيرُ بالظّلمةِ
تختنقُ الحجارةُ
وقِمَمُ الجبالِ ينتابُها السُّعالُ
الشّمسُ ترمّدتْ عيناها
والقمرُ ينأى عن مدارهِ
وحدُها الرّيحُ تتقافزُ كالثعلبِ
تشُمُّ رائحةَ الأنينِ
وتتعقَّبُ لمساتِ الرُّؤى
حينَ كانَ الزّيتونِ يعزفَ لحنَهُ
على أوراقِ الليمونِ المُشَاغِبِ
أمامَ تنهُّداتِ أشجارِِ اللوزِ
التُّرابُ يتلَوَّى
والدُّروبُ خَمَدَتْ مفارِقُها
والنَّوافذُ شقَّتْ عن صدرِها زُجاجَها
وَتَعَرَّتْ أبوابُ التَّاريخِ
لتغتصبَ صلابةَ الجدرانِ
أمامَ شََبََقِ العاصفَةِ
نارٌ تصُجُّ برعونةِ الحاقدينَ
نارٌ تموجُ بسُخريَةِ الطّامعينَ
نارٌ تحتضنُ أسوارَ بلادي
تأكلُ عسلَ مناجِلِنا
تلتهمُ رحيقَ فؤوسِنا
تشرَبُ بئرَ بياضِنا
وتلتفُّ حولَ نبضِ راياتِنا
أشعلَها الطّاعونُ الرَّابضُ
في سوادِ الجَشَعِ
حتّى يقضِمُ عُنُقَ وحدَتنا
وتموتُ سنابلُ الشَّامِ .

                        



Share To: