إستدعتني صديقة لمحاضرة، عنوانها : الجندر، وخلاصتها أن المجتمع هو الذي يحدد مهام الأنثى والذكر داخله وليست الطبيعة. فحضرتني قصة عشتها شخصيا وهي كالتالي:
في ماسبق ومنذ سنين ودات صيف في يوم أحد، ذهبت أنا وأسرتي الصغيرة إلى (طاكسي بيتش) وهو شاطئ لا يبعد عن مدينة القنيطرة كثيرا. كان اليوم قائظا. نصبت خُيَيْمتي الصفراء الجميلة. والتي أهدانيها صديقي جاك الملحد، وكانت تُنصب سهلة بدون عناء. صففت أمامها كراسي الاسطياف والمائدة، وانصرفت زوجتي تعد لأطفالنا الفطور، بينما أنا قررت أن اركض لعلي أُخرج مع العرق قلق الأسبوع. 
إبتعدت. وبما أنه أول الصباح كان الشاطئ فارغا، وكانت المُوَيجات الصغيرة ترافقني وتمسح قدمي برفق،ولا تعرقل تقدمي. بعد لحظة رأيت أمامي شبحين رجلا وإمرأة،  ولما تقدمت كثيرا، إنتبهت أن المرأة شقراء وجميلة جدا أما رفيقها فأعرفه جيدا هو إبراهيم الهندي، نعم هو بالضبط، لم ينتبه إلى ولم ينظر إلى وإنما كان منشغلا بمعانقة الشقراء وهصرها بين دراعيه، ويقبلها قبلا طويلة. 
لم ينتبه إلى فابتعدت عائدا وأنا أغبطه على حظه الجميل. 
جلست على المقعد أمام المائدة وصبت لي زوجتي قهوتي الصباحية، كانت ريح خفيفة منعشةتخرج من البحر تخفف  من حرارة هذا اليوم. كان الأطفال يسبحون وعين زوجتي عليهم لا تغادرهم، إلا أني إستطعت جلب اهتمامها حاكيا من رأيت وما رأيت. إبتسمت وقالت بأي لغة يحدثها وهو لا يعرف الكتابة والقراءة،أظهرت تعجبي واهتممنا بأطفالنا حين إقتربوا وأخدنا نطعمهم العصيرات المفضلة لديهم، وندهنهم بالمراهم لنخفف وقع الشمس على اجسادهم الفتية.
بعد وقت يسير إنتبهنا خلفنا، فكان الهندي وفتاته يجلسان قربنا في إنهماك وعشق كبير، كانت الفتاة تلبس تنورة قصيرة جدا وتفرج في جلستها- المتجهة نحوه- فخديها أمام عينيه، وهي ترى وقع انوثتها على حواسه، كان عاشقا منصرفا إليها لا يهتم بالدنيا كلها.
أطالت زوجتي النظر إلى الفتاة، فقلت لها (أعجبتك حتما) فابتسمت وقالت( إنها ليست فتاة... إنه متحول)، قلت( ماذا تقولين؟!!) قالت( شوف الكانبو.. إنتبه إلى الأطراف جيدا... إنها أطراف رجل)، قلت لها مازحا( انتم معشر الأطباء ترون ما لا نر...) فضحكت وقالت( انها عين الأنثى لأختها الأنثى لا تخطأها فجسد الرجل له ذاكرة شكل لا يستغن عنها مهما بلغ تحوله) فقلت( زيديني شرحا) شرحت، وفعلا كان متحولا جنسيا.
بعد عودتنا إلى الحي تحدثت إلى الجزار صديقه مستفسرا، فأشبع فضولي( إنها فتاة أمريكية تجيد التكلم بالدارجة المغربية جيدا ولا تقصر في جهودها في البيت فهي تطبخ وتكنس وتغسل اللباس وتشتري له الأشرطة لموسيقاه المفضلة الهندية... باختصار إنها تتعامل كإمرأة مغربية.)
وزاد وهو يتنهد( إنها تتشبت به كثيرا وإنها تحبه حبا كبيرا).
تساءلت الآن، هل إبراهيم الهندي يعرف أن صديقته متحولا، وهو الذي يميز الأنثى من بعيد، بالطبع أنثى البقر الذي يتاجر فيه. أما هذه أو هذا فهي لاتألُ جهدا لتكتسب وضيفتها في مجتمعنا.... إذن ما هو الجندر؟.
في طنجة طرحت سؤالي على  صديقي جاك الملحد، ضحك وصرفني إلى موضوع آخر قائلا( لإسمك رنين وموسيقى جميلة) فقلت له(سأعمدك الآن أمام قداسة هذا العمود الكهربائي أمام هذا الأوطيل المقدس، فقد أصبح إسمك منذ الآن جاك الدين).





Share To: