قبل اختراعgoogle map والjps وغيرها من تطبيقات الكترونية قد لا أعرفها كنا نستخدم ونحن طلاب كتاب كبير كان بالنسبة لي في غاية التشويق...أطلس العالم...كنا نسافر على مدى صفحاته بين الحدود الجميلة للبلدان...نكتشف جبالا ومرتفعات من خلال الوانه البنية المتدرجة و ننزل سهولا خضرا ونجتاز كل الأنهار التي صنعت بكرمها مدن العالم الكبيرة...فهو كان لنا، مصغر العالم الذي يجمع البشرية و الذي كان يبدو لامتناه بكل التنوع الإنساني والثقافي التي يرمز اليها..
كلمة أطلس باليونانية القديمة تعني "الحمّال" وبالفعل أطلس هو إله معبود في الميثولوجيا الإغريقية، يشتهر بحمله العالم وبعضهم يقول قبة السماء على كتفيه، وهو أحد الجبابرة الأقوياء من سلالة كرونوس ،اصطف أطلس مع كرونوس والعمالقة في الحرب ضد الأولمبيون الاثنا عشر فيما عرف بحرب الجبابرة وجزاءا لذلك عاقبه زيوس بعد نهاية الحرب بأن حكم عليه بحمل قبة السماء على كتفيه و الأرض بكاملها كما يعتقد الكثير.تزين تماثيله أبنية مهمة عديدة في العالم. في مقولة لأفلاطون أطلس يكون اول ملك لAtlantides..كما أن أطلس هو اسم سلسلة جبلية تمتد عبر المغرب والجزائر وتونس.وبعودة الى الأسطورة اليونانية..موقع جبال أطلس هو المكان الذي أمر zeus بأن يكون موضع وقوف أطلس لمل العالم على كتفه أي في مضيق جبل طارق حاليا، و لعلّ الباحثين المهتميّن بعلم الأساطير ، و خاصّة الميثولوجيا الأمازيغيّة المغربيّة ، يربطون بين عبادة البشر قديماً للشمس ، فيجدون بأنّ كلمة أطلس في النطق الأمازيغي تعني ( مقبرة الشمس ) و يؤكّدون على ارتباط التسمية بالظواهر الطبيعيّة . و يذهب بعضهم للاعتقاد بأنّ ( أدلاس ) أو ( تيدلاس ) أو ( تيلاس ) التي تعني الظلمات ، هي أصول كلمة أطلس ، و ما لقب ( بحر الظلمات ) الذي يطلق على المحيط الأطلسي من قبل الجغرافيين القدماء ، إلاّ تفسيراً لذلك . و لكون جبال أطلس الممتدّة من تونس و الجزائر حتّى المغرب تنحدر باتجاه المحيط الأطلسي ، كانت سبباً لتسميتها باسمه . و يرى بعضهم أنّ تسمية جبال أطلس هي تسمية أمازيغية بالمطلق ، كون هذه الجبال تغطّي قممها الثلوج ، و تحجبها الغيوم عن الرؤية نتيجة استقرار الثلوج الدّائم فيها ، فتبدو و كأنّها تعانق السّماء ، و قد أكّد معظم الرحّالة الذين عاينوا المكان صحّة هذه المعلومة . و قد قام في القرن السّادس عشر أحد النّاشرين بطبع أوّل كتابٍ يتضمّن صوراً توضيحيّة لجغرافيّة الأرض و خرائط العالم ، و ما كان منه إلاّ أن وضع صورة لهذا العملاق أطلس ، و هو يحمل على كتفه الكرة الأرضيّة ، و أصبح من يومها يطلق على كتاب الخرائط هذا اسم أطلس.
نُسب هذا الأطلس لرسام الخرائط البرتغالي والملاح والمزخرف الهام فِرناو فاز دورادو (حوالي عام 1520-1580)، استناداً إلى التشابهات بين الخرائط الأخرى التي رسمها فاز والرسوم الإيضاحية في هذه المخطوطة. وقد عُرف عنه أنه رسَم سبعة أطالس بحرية مزينة بشكل رائع في الفترة ما بين 1568 و1580. تنتمي خرائط البورتولان التي قام بها إلى فئة من أعمال الخرائط المميزة التي يرجع تاريخها إلى أواخر القرن السادس عشر، الأمر الذي يعكس الطلب المتزايد في تلك الفترة على إنتاج الخرائط التي كانت مبهرة للعين ودقيقة وعملية كذلك عند استخدامها في الملاحة. ويرجع تاريخ هذا الأطلس إلى حوالي عام 1576، ويتكون من 17 خريطة مزخرفة، بالإضافة إلى جداول الميل وقوانين علم الدراسات الكونية. وكان ضمن الخرائط تلك التي تُظهر الطرف الجنوبي لأمريكا الجنوبية ومضيق ماغِلان؛ ومنطقة الكاريبي والأجزاء المجاورة لها من أمريكا الشمالية والجنوبية؛ والساحل الأطلسي لكندا الحالية (لابرادور) والولايات المتحدة واسكندينافيا والجزر البريطانية وبحر البلطيق؛ وأوروبا؛ والبحر المتوسط الشرقي؛ وأفريقيا الغربية؛ وأفريقيا الجنوبية؛ والبرازيل؛ وجزيرة مدغشقر وموزمبيق المجاورة لها؛ وشرق أفريقيا وشبه الجزيرة العربية والهند؛ والصين وجنوب شرق آسيا؛ وساحل المحيط الهادي المطل على المكسيك وباها بكاليفورنيا. وقد كُتِبت أسماء الأماكن باللاتينية. كان الأطلس ضمن المجموعات المَلكية لبالاسيو داس نيسيسيدادس في لشبونه. وكان كلٌّ من الملك دون لويس والملك دون كارلوس قد أمر بالقيام برسوم تخطيطية ونُسخٍ من تلك الخرائط. وأصبح الأطلس جزءاً من مجموعات المكتبة الوطنية البرتغالية بعد عام 1910.
وتطلق تسمية أطلس على أكبر فراشة في العالم وتطلق التسمية على اول فقرة في عمودنا الفقرة التي تحمل الرأس وثقله.
أطلس رمز للمثابرة التي لا يسمح لها بالتعب او حتى بالتململ فهو المسؤول عن اتزان العالم ووجوده..واذا انهار فالى الهاوية نهبط...أكاد أشعر أن أطلس أعلن عصيانه على زيوس من جديد...ورمى بالكرة الأرضية الى مصيرها تتخبط في الظلمات والعواصف باحثة عن "أطلس"حكيم جديد تتكئ على حكمته وجبروته...حتما سيكون من نسل الآلهة إن وجد...فهل سننتظر كثيرا؟؟؟
Post A Comment: