كنتُ قد وعدتكِ بأنني سأحدثكِ عن شخصية يمنية والشخصية تُدعى علي عبدالله صالح يا سلوى، كان هذا قبلُ عام من الحبُ، الحُب الذي تغلغل في قلوبنا، بحيث أنني أصبحتُ أراكِ كل شيء وفي كل شيء، أذهب للحديقة وهُناكِ أراكِ لُعبة في يد طفل، أذهب إلى المقهى فأجدكِ ترقصين في دخان الأرجيلة ورائحة المُعسل وفي نكهة التوت والعنب والتُفاح ثم أرى أحمر شفاهك ماء يسيلُ من بين المعجون الذي يُستخدم .!
أنظر إلى السماء فألمحُ زرقة فستانكِ وفي السحاب أرى بياض وجهك ونقاء أسنانك وفي قوس قُزح أرى تقويسة خصرك وهلال شفتاكِ يا سلوى، في الأُغنيات يشدني الصوت لجمال صوتك وفي كل نبرة أتذكرُ كيف كنتِ وما زلتِ ترتلين حروف اسمي عبر فَمك الزيتوني، في الجِبال أرى شموخ حُبكِ وفي ماء البَرِك والخزانات أرتشفُ العسل من شفتيك،
أنظر للنجوم في الليل فأتذكرُ عيناكِ وفي القَمر أقدسُ اسمك وأقبلُ جبينك يا طِفلتي المُدللة، في أغصان القات أرتبُ أصابع يديكِ ومن ثم أضع يدي تحت ساعدي الأيسر فأجده القلب يصلي في مِحراب حُبكِ ويتهجد اشتياقا إليكِ ويسبحُ لخالق الحُب والجمال الذي يكمن في قلبك ووجهك يا سَلوتي .
في سُباتي وغفوتي أتذكركِ ويزورني طيفكِ وعند مشاهدتي للأفلام أجدُ البَطل أنتِ والمؤلف أنتِ والمُخرج أنتِ وأنتِ كل الشخصيات وكل الشخصيات أنتِ يا سلوى، في القرية أرى طِفلة وفي البادية أراكِ تبدين جميلة كنجمة في السماء وفي الجسد أراكِ نبضة في فؤادي وفي الدم أراكِ ترقصين وتتمايلين يا أنتِ ثم أنتِ ثم أنتِ .
أزورُ محلات الإكسسوارات فأراكِ بين كل زجاحة عطر وفي كل عُلبة مكياح وعُلب الكُحل وفي جميع الورود وأستنشق هُناك رائحة جميلة وهادئة ونقية تتسلل إلى داخلني وتنظفني من اصفرار نيوكوتين السجاير يا سلوى، أراكِ كل شيء وفي كل شيء أراكِ لهذا السبب وهذا السبب هو من وقف حجر عثرة في طريق وهو مَن مَنعني مِن الحديث عن هذه الشخصية اليمنية الراحلة يا حلوة .
أعترفُ أنني كلما أقتربتُ نحوكِ كي أحدثكِ عن قُرب أنسى كل شيء وأنساني وأنسى حتى تاريخ ميلادي وجميع أرصدتي في البنوك العالمية وجميع منازلي وقصوري في سنغافورة وباريس ثم أجدني جوار ساحرة ملائكية تجعلني أظل شاردٍ بالنظر إليها دون توقف ودون تعب ودون كلل وملل يا زَهرتي
قد تظنين أنني كاذب وأنني حفيد عرقوب وأنني من شجرة مُسيلمة الكذاب لكن الحُب الذي يسكنُ في قلبي يجعلني أنسى حتى وجودي وأهلي وعشيرتي وقَبيلتي وأصدقائي يا قَمر ليلي وشمس نهاري وطعامي ومائي ومائدتي وفاكهتي و نبيذي .
أظن بأن الوقت أصبح مناسبا كي أوفي بوعدي يا مَلكة مملكتي وأميرة عَرشي وُمعجزتي وكِتابي يا أنتِ، هيا إقتربي كي أهمسُ في أُذنيكِ وأقول : أُحبُكِ حُبٍ لو وزعته على قلب ثلاثة وثلاثين عاشق لكفاهم وفاض والفائض سأتصدقُ به للُعشاق التُعساء الحاسدين لِحُبي اتجاهكِ،
الشخصية اليمنية تُدعى عَلي عبدالله صالح، من مديرية سنحان في محافظة صنعاء مدينة سام، مدينة التأريخ والفن المعماري وأرض الطرب والشَرح الصنعاني.
حَكم اليمن ثلاثة وثلاثين سنة، تربع على كرسي الحُكم دون شهادة ودون أن يتخرج من أي جامعة أو معهد و كُلية ، لكنه كان شُجاعاً هكذا يطلق عليه البعض وهكذا يُطلق عليه من قِبل البعض، قاد البلد وتحققت الوحدة اليمنية في عهدة ، ربما كان له يدٍ في تحقيق الوحدة وربما لا ،لكن ما أعلمه هو أنه كان يرقصُ على أو فوق رؤوس الثعابين، كان لديه مُعجبين بِكثرة، وعندما كان يأتي موعد فعالية يتجمع الكُل في ميدان التحرير في صنعاء، يأتي الرئيس ويرفع يده عالياً ثم أسمعُ الجمهور يردد بصوت واحد ويقول : بالروح بالدم نفيك يا عَلي، وحين كان يرى جمهوره يردد هكذا ترتفع يداه نحو السماء ويشكر الله على جمهوره ..!
أتى موعد ازاحته من العَرش فخرج الشعب بصدرٍ عاريٍ يردد ويقول : نريد اسقاط النظام، أستمرت الثورة بضع أشهر حتى أتت مُبادرة خليجية تنص وتقول : يجب على الرئيس التنحي من منصبه الذي دام لـ ثلاثة وثلاثين سنة احتراما للشعب يا سلوى، لم يعترض الرئيس فقرر أن يتم تسليم السُلطة لـ أيادي أمينة والأمينة كانت يديّ نائبه عبدربه منصور هادي، تم تسليم السلطة وتنحى من الحُكم، أتت اليوم التالي وعلي عبدالله صالح لم يعد رئيسا للبلد يا سلوى، الرئيس أصبح عبدربه منصور هادي والرئيس السابق ظل رئيساً للحزب، والحزب يُدعى المؤتمر الشعبي العام وللحديث بقية في جلسة قادمة يا سلوى ..
Post A Comment: