لا أذكر شيئا مما مضى
غير أن أمّي ليلًا كانت تبذر صورة أبي
فوق وسادتها
تحرثها بشفتيها
وتسقيها بالدموع
ثم تنام على موالٍ لسعدون:
"البارحة"!
في الصباح
يوقظها هفيف وجهه النامي
كشجرة تفاحٍ دانية القطوف
تقطف من ملامحه التفاح
تسد به شقوق صدرها!
أمي التي لم تكتب قصيدةً
في حياتها
تخبز كل يومٍ الشعر لأبي
لكن الغياب يأكله دونه
ترص الشعرَ ک بيضٍ
في صحن عينيها الأسود
لكن قطط الغياب تسرقه
تزرع الشعر في عروق يدها
_عروق يدها الزرقاء_
في مسامها
في صوتها المرتعش
في أناملها الضعيفة
في بياض شعرها
في مفاصلها الآنّة
لكن شمس اللقاء محترقة!
أرى الآن تفاصيل كثيرة
تفاصيل تسيل من عيون الصور
تفاصيل تنزف من جسد الحوائط
تفاصيل يشربها الفراغ
وحدي أذكرها
أنا الابن الوحيد الناجي
من تحت ركام الذكريات!
Post A Comment: