ذي منبعُ الصوت الجميلِ ودفؤهُ
صوفٌ لها ولخافق المُنشَدّ ِ

كالعندليبِ حِبالُ جيدهِ نغمةً
للسامعينَ.. وريشُهُ للبَردِ
***
طبريةٌ للقلبِ نحنُ بحيرةً
للقُدسِ فلتستَبشري بالمَدّ ِ

مائي ليأجوج العواطِفِ فارشُفي
جَزَلَ القصيدِ فعذبُهُ في سَدّي

إن كانَ قومُكِ في الفؤادِ كقَومِ مَن
كتَبَ القصيدةَ فابدئي بالهَدّ ِ
***
ماكنُتُ في عَدَد الخلائقِ زائِداً
بل كنتُ ناتِجَ مَن بدا بالعَدّ ِ

سُلّي قصيدَكِ سيفَ عشقٍ إن هَوى
فوقَ الفؤادِ أَصدُّهُ بالوَجدِ

طفلٌ بقلبيَ جاهِلٌ لكنّهُ
شيخُ القصائدِ ناضِجٌ بالمَهدِ
***
نَحَلاتُ قلبيَ بالهوى مِدرارُها
عسَلُ الزهورِ...وشُهدُهُ للجَدّ ِ

فلتَفتَحي الأبوابَ في المحرابِ كي
يتَعبَّدَ النجمُ الذّي بالخَدّ ِ

قد زادَ نورهُ ألفَ ضعفٍ مُزهِراً
لمّا انطوى متَعَبّداً بالسّجدِ

فحَسبتُ وجهَكِ في الظلامِ بنظرَتي
بدراً أضاءَ بليلِهِ المسوَدّ ِ
***
أَتعَبتِ جفنيكِ الّذينِ بمَعبَدٍ
سجَدا فرُبَّ مناسكٍ للكَدّ ِ

وكأنّما عيناكِ محرابٌ لمَن
صَلّوا على سجّادة المُرتَدّ ِ
***
رفَضَ القصيدُ بأن يُوَصّفَ حاسِداً
ليتَ الحروفُ كنخلةٍ للسّردِ

كي أجعلَنَّ قصيدتي رطَباً لها
ونواةُ عَجوةِ تَمرها للقِردِ
***
لاشامةٌ في الوجهِ نَردُكُ أبيضٌ
فالتجعليني نقطةً للنَّردِ

إنّي طَرقتُ فؤادكِ الخفاقَ في
أشعارنا فالتُكرِمي بالرَّدّ ِ 
***
قلبي كخابيةٍ لتِبرِ قصيدةٍ
وَرِثَت أفاعٍ كيدُها للرَّصدِ

لايُعجِزَنَّ الحرفُ مَن في خَودِهِ
زرَعَ البُذورَ فشَمّها كالوَردِ

جَلَّ الّذي خلقَ القصيدةَ غيمةً
للمُزهِراتِ فعَزّها بالرّعدِ
***
شُدّت قُدودُ الضادِ في حَفَلاتِنا 
والقافياتُ اخترتُها بالشَدّ ِ

فالشِعرُ قَدُ العاشقينَ إن ابتَدى
وتَرُ الكَمنجةِ فارقُصي بالقَدّ ِ




Share To: