البوح الأول
...............
يا سيدة الرقة والعفّة
شيءُ ما يلمعُ في عينيكِ
بين الأزرق ِ
والأخضرِ .. ألمحُ طيفَه
أمسكه بأصابعَ روحي
فيراوغ، أرجوه
فيمنحني نصفه
أنصاف الأشياء تعذبني
فلذا،سأحاول خطفه
شيء ما، لا أدركه
لا أعلمه، لكنَّ الروح َ
تحنُّ إليه بلهفة
شيء لا شكلَ له،
لا لونَ له،
لكنَّ له طعم القِرّفة
حلو حرّاقْ
لا يشبهه أي مذاقْ
يجرحُ ثم يداوي
ويوزعُ بين العشاقْ
دفءَ الأُلفة
شيٌء لا أعلم ُمنه
لا أعرفُ عنه
سوى أنَّ النارَ
تشبُّ بروحين ِ،إذا انطبقتْ
"الشفة ُ فوق َ الشفة ."
البوح الثاني
يعذّبني أنني لا أطوّق خصركِ
كل مساءْ
ولا أحتسي عسلَ النار من شفتيك ِ
يعذّبني أنَّ صوتك ِ
يشعلني كفتيلٍ
ترنّخ بالزيت ِ
ثمّ يتسلل من شرفة ِ الوقت ِ
حينَ أُضاءْ
ويتركني
في أمسِّ الحنين ِ إليك ِ
يعذبني جلنار ارتعاشك ِ
في الربوتينْ
ولا أستطيع أمدّ اليدينْ
وأقطف منْ حقلك ِ الرعوي
ولو زهرتينْ
وأغفو على ساعديك ِ
يعذّبني قمرٌ في البعيدْ
ُيقطّرُ فضته في إنائي
ويجفلُ كالظبي مبتعداً
عندما أستزيدْ
ويتركني خارجي
وأنا داخلي
نحتّ ُ له مقعداً في الوريدْ
همستُ به: منْ تكونْ؟
تلفَّتَ، ثمَّ أشارَ عليك ِ
البوح الثالث
ويا نحلةَ الضوءِ والريح ِ
أريدكِ أن تبوحي
وأنْ ترتدي
ثوبكِ المنزلي المطرز ِ
بالأقحوان ِ الذبيح ِ
وأنْ لا تكفّي عن لسع قلبي
إلى أنْ يئنّ َ دميّ الطفلُ
بينَ الجنوب ِ
وبينَ الشمالِ الجريح ِ
أريدك ِيا نحلتي
أنْ تبوحي
وأنْ تسكبي عسلَ الجلنارِ
بطاسةِ روحي
وأنْ تنصبي في ممرِ النهار ِ
فخاخَ يديك ِ
فعمّا قليلٍ تفرُّ
عصافيرُ نبضي إليك ِ
لتقرأ
في وجهكِ العربيٍّ الصبوح ِ
كتابَ دمي وجروحي
أحسُّ بأنّي
على ساعديكِ
أعودُ جميلا
وأحيا قتيلا
وأنّي ٠٠
أشيّدُ في مقلتيك ِضريحي.
—————
Post A Comment: