""""""""""""""""""""""""""""""""""
يشدنا جمال الزهور وعطرها فلا نكتفي بالمشاهدة فنقطفها فنشم أريجها ،فما إن تذبل نلقي بها ونخلص منها ، وإن كنا منصفين بعض الشئ نضع الزهر في قارورة نصفها ماء ليبقي بعض الوقت نديا متفتحا ،ثم يذبل فيلقي نفس المصير ؛وبذلك يكون الورد قد دفع حياته ثمن الحب والجمال ٠
وكذلك الأم تحمل جنينها وتعاني معاناة شديدة في حمله وفي وضعه فقد حملته كرها ووضعته كرها كما بين الله لنا ذلك في القرآن الكريم ،ناهيك عن معاناة تربيته والسهر علي راحته مما يرهق بدنها ويسلب صحتها فنجد الأمهات يعشقن هذا التعب ويقدسن تلك المعاناة فيدفعون ثمن ذلك الحب لأبنائهم سهرا وتعبا ومخاضاً أليماً٠
والأباء منذ الشباب وإستطاعة الباءة يقبلون ال علي الزواج لتكوين أسرة ومملكة لهم،فنجد الشاب يختار الزوجةالصالحة فينجب الأبناء ،ويكد ويتعب في كسب عيشه الحلال ،ولا يتوانى يوما في بذل الغالي والنفيس في سبيل أولاده، بل إن الآباء يحلمون أن يروا أبنائهم أفضل منهم ولا يحلم بذلك غيرهم ولقاء هذا الحب المقدس للأبناء يفني الأباء حياتهم وزهرة عمرهم في سعادة ونجاح أبنائهم ٠
ونجد كذلك الكاتب أو الأديب إذا لمعت في ذهنه فكرة لموضوع ما أوقضية ما شغلته في مجتمعه ويريد معالجتها ومحاكاتها تراه مسهدا كثير الشرود ،فما يلبث أن يحضر مداده وأوراقه ويأخذ في الكتابة فيحبر الصحف والأوراق ببنات أفكاره ،يكتب جملة ويمحو أخرى ،حتي يصل إلي ما يريد ،وقد بذل الجهد وبلغ به التعب والأرق مبلغه حتي يتم عمله وناتجه الفكري الذي يحب ، فتسعد نفسه رغم معاناته ولكنه فعل وسطر ما يحب
فكل ما نلاقيه ونكابده من متاعب لا يساوي شيئا أمام تحقيق أشياء نؤمن بها ونقدسها فذلك يكون ثمن الحب ٠



Post A Comment: