مُنْذُ أَرْبَعِينَ عاماً 
ثُكِلِتْ بِنَا أمهاتُنا 
حِين أخذونا إلَى الْمَجْهُولِ 
لنعودَ بَعْدَ ذَلِكَ رُفاتاً 
لَسْنَا كَمَا يتصورُنا الْبَعْضُ 
مُجَرَّد أَعْوَامٍ تائهاتٍ 
فِي سِفَرِ الزَّمَانِ 
فَنَحْنُ . . 
المُضَمّخونَ بِدَمِ العِشقِ 
الْبَاحِثُونَ فِي المرايا 
عَن السِّنِينِ الضائعاتِ 
الساخطونَ حَتَّى النِّقْمَةِ 
عَلَى الْحُرُوبِ والهزيمةِ وَالْخِذْلَانِ 
نَحْنُ الَّذِينَ لَنَا 
فِي كُلِّ يَوْمٍ دَوْرَةً 
لنبدأ حَيَاةً 
قيامتُنا بِلَا نُفَيْرٍ
وَلَا بَوَّقٍ يُنْفَخَ فِي الصُّورِ 
وَلَا أجداثٍ 
نَحْن الأنقياءُ حَتَّى الشَّهَادَةِ 
العاشقونَ بِعِفَّةٍ
العُذريّونَ مِنْ سُلَالَةِ قَيْسِ بْنِ المُلَوَّحِ 
والمُضَحّونَ بأعمارِنا 
قرابينَ لِلْوَطَنِ 
نَحْن وَرَثَةُ جَمِيلِ بُثَيْنَةٍ 
وَعُمَرَ بْنَ أبي رَبِيعَةٍ 
المُغرَمونَ بالكواعبِ المليحاتِ
نَحْن الباكونَ فِي التِّيهِ 
عَلَى شَوَاهِدِ الْمُغَيَّبِينَ
نَحْن النازفونَ قصائدَ حُزْنٍ
حَتَّى الثُّمالَةِ 
للثكالىٰ السومريّاتِ
نَحْن لِمَنْ لَا يَعْرِفُنَا 
العاشقونَ . . الأنقياءَ
المُضَحّونَ . . 
مِثْلِ الأنبياءِ



Share To: