مساءٌ ابتدأ ببقايا الأمسِ المربكة
تورَّطَ كل شيء بنا بأشياءٍ صغيرة جداً
يعتقها عطر و يثيرها خمرُ لقاء
آهةٌ عارية انطلقتْ
دثرها انتشاء قارورةٍ
دهَسَتْ زفير الخياناتِ الماضية
كثير من تفاصيل هذا المساء
يغني و يتمايل ثملاً في حانةِ الشوق الغزير
عطشٌ بخرافيةِ الشعور
و رجولةٌ تنثالُ قرباً
إلى أن تلتصقُ و يحصل الارتواء
لن تصهل الروح فوق الشَعر حتى أخمص الربيع
أنسى تلكَ الرائحةُ المندلقةُ
من ظَهْرِ الغرامِ
فاحتواها البحر و أرغى الزبد
لن أنسى
تلك المحاولاتِ لعتقِ التغنجِ
و إغلاق شبابيكهم حتى قضمُ الأنا دون حِرَاك
حينما تمنح مساحة كسماء تظلل العباد
يزين وجهها غمام ممتلئ قداسة
طهراً
فتسقط عيناها على أرضٍ خراب
صدئة البحار
تأكدتُ أن الغمام لم يكن للأرضِ مرضياً
و لا للبحارِ راوياً
هل هو أجاجٌ لا يستساغ 
أم رائب لا يتسرب عبر المسام
هذا ما يمنحني
إعادة فرصة الهطل للأرضِ مرة أخرى
علِّي أبلغ الأسباب
...



Share To: