كان إصرار أم زينب علي عمل زفة العرس ، يفوق الوصف، ويتعدي الخيال .ألزمت زينب إرتداء فستان الزفاف مرة ثانية، ثم استدعت بنات العم ،وبنات الخال مرة أخري، لعمل ماكياج زينب ،تلفنت للأهل والأصدقاء وامرتهم بالحضور، مرة اخيرة، لكنها اشترطت الحضور بسيارتهم وعليها الزينة عند المغرب .
أيقظت الحاج علي ،وطلبت منه إرتداء جلباب الأمس الرصاصي .لم يستطع سمير أن يخفي خجله ،لكن حواره الإنفرادي مع زينب، حطم حاجز الخجل والخوف نهائيا .أما هي فقد استعادت جزء كبير من ثقتها بنفسها .قال لها :كنت أراقبك منذ زمن ،وكنت أتمني أن تكوني لي ،الحق أنني تمنيتك من كل قلبي ،وكنت مندهشا لماذا لم تتزوجين حتي هذه اللحظة؟! ،كيف لفتاة بمثل جمالك أن تظل هكذا بدون زواج ،وكنت اقول لنفسي :ربما هي لك يا سمير أفندي. إبتسمت زينب ،وخلف بسمتها شوق ولهفة ،لم تستطع أن تخفيهما، فاقتربت منه ولثمت كفه ،لم يصدق نفسه ،كاد أن يبكي ،استراح إلي الكنبة ،واخذ نفسا عميقا ثم أراح رأسه علي فخذيها .دخل بنات العم والخال بالزغاريد ،واصطحبوا زينب إلي الدور العلوي ،وهم يضحكون .صعدت معهم السلم ،وهي نشوانه طربه .فتحوا الغرفة واخرجت إحداهن الفستان من الدولاب ،واجلسها الأخريات علي كرسي التسريحة أمام المرآة. هبط الحاج علي درجات السلم هادئا بعد نوم عميق وهاديء، فوجد سمير مستلقيا علي الكنبة مابين النوم واليقظة. جلس جانبه، ثم نادي أم زينب لتحضر له الشاي ،فانتبه سمير علي صوت الحاج .عدل من وضع جلسته ،وهو يفرك عينيه .سأله الحج :تشرب شاي ؟فأوما برأسه موافقا .
سمع سرينات السيارت بشكل متتابع، وقوي فخرجت أم زينب ،وهي تزغرد ،ثم خرج الحاج وسمير لمقابلة المدعوين من الأهل والأصدقاء، ففوجئوا بعدد كبير من السيارت، كما وجدوا السيارات جميعها، مزدان بالورود والزينة .سمع أيضا صوت الزغاريد من أعلي. هبطت زينب درجات السلم كملاك،وحوله الشموع والورود ، بين أقاربها والجيران فيما ترامي خيال سمير الواقف بجانب سيارة مرسيدس ،إلي ما هو ابعد ،هدء نفسه قائلا :ربما ساعة اوساعتين.امسك يديها وادخلها السيارة ثم جلس جانبها .انطلقت الزفه لتجوب ميت كنافة .
-النهاية -
-fin -
Post A Comment: