الرسالة التي وصلتها، بدون عنوان المرسل ...فتحت الظرف، أخرجت الورقة التي كانت مطوية بداخله...ورقة بيضاء، لا أثر لبصمة قلم عليها. ...قلبتها بين يديها....عادت للظرف تتفحص طابع البريد. ..ليس بطابع بلدها و لا البلدان التي سبق و ان زارتها...أي لعبة هذه؟ و من وراءها؟ و ما الهدف المتوخى منها؟...انشغل فكرها بها...مررت صور و اسماء كل معارفها المتواجدين خارج ارض الوطن....فجأة، إسوقفتها صورة صديقة الطفولة....نعم تلك المشاغبة، البشوشة...آه، كم كانت الأيام جميلة و هما يتقاسمان الحلو و المر. ...تجمع بينهما علاقة الجوار و الصداقة و خاصة الطريق الطويل الذي تمشيانه ذهابا و إيابا إلى الثانوية...نعم، انها هي... لم يكن مسارها كباقي الفتيات من أقرانها...بعد الحصول على شهادة البكالوريا، سافرت لمتابعة دراستها في الخارج. ...انقطعت أخبارها....مرة واحدة اتصلت بها هاتفيا...تحدثا طويلا ...آخر ما قالته لها، انها عليها دين منها و ستؤديه لها قريبا....أي دين هذا الذي لا تتذكره...راجعت كل تفاصيل تبادلاتهما و استدانة الواحدة من الأخرى...لا شيء. ...بلا، هناك شيء. ...ورقة بيضاء اقرضتها إياها في فرض كتابي كان استاذ مادة الرياضيات قد باغتهن به !!!
القنيطرة
30/10/2020
Post A Comment: