الإنسان يعيش في هذه الحياة يتقلب بين الفرح والحزن،ببن الدمعة والإبتسامة ولاشيئ يبدو مستقرا، فالنفس لا تستقر على وضعية لزمن طويل،تتأرجح ولا تصبر على حال لذلك يقول برغسون: ( النفس ديمومة متدفقة لا تخضع للزمان ولا للمكان ) والذكي هو من نجح في التوازن ،لا يميل كل الميل لجهة معينة،ويعرف ذلك بالطاقة الإيجابية والسلبية ، وقد عرف الموضوع منذ القديم عند الشعوب،فالأول يعني الانطباع السيئ الذي يحمل الشر لصاحبه وهي التوقعات السيئة من الغد وما يحدث! والثاني هو التنبؤ بالخير والرزق ،ويحدث ذلك غالبا حينما نقصد قضاء حاجة هامة أو طلب وظيفه، أولقاء مسؤول،أوزواج،واحيانا لأمور بسيطة،فنحن نربط علاقة بما نراه ونسمعه أوبشخص،أوطير،أوحيوان،وحتى مع لباس أولون أو مكان وطريق،،،،،،،،،الخ. كانت العرب تتطير أي تتشاءم من الطير ومن الجهة التي انطلق منها،وكانوا أحيانا يستفزون الطير ويصيحون أويرمونه بالحجارة ثم ينظرون للجهة التي طار صوبها فيتكهنون بمصير رحلتهم أوتجارتهم،وقد ذكر التطير في القرآن سورة: يسن الآيتان:17و 18.ولم يبق الأمر عند هذا الحد فقط بل تعداه إلى التبرك بالأسماء في الجزائر مثل=اغلق الباب غيرت=سكر الباب ،،من السكر والغلق التنبؤ بوقوع الشر،،،النار تسمى في الشرق الجزائري ب=العافيه أي السلامة،والملح، ورابحة، ومسعود،والطاووس،والعياشي،،،،،،،،الخ كل هذا والمجتمع يبحث عن الخير وأهله مما يجلب الطاقة الإيجابية،وقد جاء هذا خاصة في أوقات قديمة كان الفقر سائدا،والحروب،وفي علم النفس نسمي هذا الفعل بعملية الترابط والاقتران ،وفي ايطاليا هناك قرية معروفة بذبح القطط السوداء لظنهم بأنها مسكونة بالشيطان،ليس بسبب القطة ولكن بسبب لونها،واحيانا يحب الشخص لونا معينا وليست له أجوبة مقنعة لحبه وربما يرجع الأمر لتفاؤله بهذا اللون لقد كان يرتديه عندما نجح في امتحان،أو ارتداه عندما تزوج،او عندما حصل على وظيفة او،،،،،وهناك شيئ غريب يحدث عند الناس فيتبنون هم التشاؤم قصدا لإبعاد العين وهروب الناس مثل المرأة التي مات أطفالها وهم صغار فعمدت إلى تسمية الطفل الأخير باسم( دودة) حتى لاينظر الناس إليه وحتى لايموت،،،.أما: يونغ فقد ربط الأمر بصنفين من الشخصية: منبسط وانطوائي فالمنبسط شخصية اجتماعية مرحة تنظر للوجود بتفاؤل وبنظارات بيضاء،أما الإنطوائي فهو شخصية تحب العزلة وتتهرب من اللقاءات ،وتنظر للوجود بتشاؤم وتحمل نظارات سوداء.
إن التشاؤم والتفاؤل هو طريقة تفكير ،هناك من الناس من يرى الصعاب وتقف أمامه المشاكل لكن يقول أنا أقدر عليها ويحاول حتى يصل وينتصر، وهناك من يرى بعض الصعاب فيقول أنا لا أقدر عليها وهي كثيرة ومتعبة ،هي عملية برمجة للمخ،وايحاء ذاتي للاشعور فيؤثر في الشعور وتظهر القدرة والاستطاعة، أو الفشل والإحجام، ويعود الأمر كذلك للتربية أثناء الطفولة، ،نحن مبرمجون من قبل الأسرة والمجتمع ،سمعنا كثيرا: ( أنت صغير،انت لا تقدر،لافائدة من المحاولة،اترك الأمر للكبار،حذار ستسقط،لاتجري،الكلب يعضك،امش الضيوف معنا، اذهب وكل وحدك في المطبخ،،،،،،،)كبرنا وكبر معنا الخوف وعدم الإقدام فنزعت المبادرة ،دون نسيان نظام التعليم ،الذي مازال فيه المعلم مسيطرا فهو خزانة الأسرار، يعتمد على التلقين والإلقاء،والصغير يربع هيديه ولا ينطق ،وهو صفحة بيضاء ورأسه فارغ لذلك عمروه واتبعوا طريقة تدريسه تعتمد على الحفظ والتلميذ لا يتحرك إلا إذا سئل، والسؤال يطرح مثلما ننجز محضر الشرطة،معناه نحن مكبلون، ذهنيا فكل عمل نريد القيام نخاف من الخطأ وترن في الأذن: أنت لاتعرف،انت ضعيف، نحن نعرف طريقا واحدا مستقيما ولا ندور يمينا ولا يسارا ولا ننظر فوق،ولا تحت ولا نطرح سؤالا فالمعلم والاب هما اللذان يسألان،وهذا بالضبط ما وقع للذبابة التي ظلت تضرب زجاجة النافذة المغلقة لتخرج وفعلت ذلك عشرات المرات فتعبت وسقطت ميتة،وعلى بعد أربعين سنتمترا كانت نافذة مفتوحة بطول وعرض مترين فلم تلتفت الذبابة إليها ولم تخرج منها رغم قربها لها ،إنها مبرمجة ،ولم تتعلم على الالتفات يمينا وشمالا هي ترى وتفكر بخط مستقيم واحد فقط ولا وجود لخطوط أخرى،أولحظوظ وخرجات أخرى.
إذا كنت لاترى في الظلام فتجنب السقوط بإضاءة شمعة تبين لك المسالك التي تضع قدمك فوقها وتعطي الدفء لقلبك فيتدفق دمه بسرعة وتسري الحيوية ،ثق في نفسك وامسح عنها الغبار الذي علاها ،واعلم بأنك قادر وذكي ،وقد منحك الله ما تريد فاعزم وتوكل وانجز كل ما أردت ،ما دمت تقدر ذاتك وتقبلها وتحبهافستبلغ السماء وتمسك نجومها ،هيا انهض،وفتش، ولاحظ وافتح كل الأبواب،واكيد أنك ستجد بابا تخرج منه بفضل طاقتك وإيمانك بنفسك وذكائك، أنت قادر،وارم فقط حصاة في البركة ،ترى الدوائر تتسع وتتسع وتفيض الحياة سعادة وبركة، امش واشعل الشمعة تؤنسك وتنير دربك.
Post A Comment: