في البدء
كنا شاعرين في الصحراء
ثم نبتت بين أيدينا قصائد شائكة
فتذمّرنا
وحين خرجنا من مدينتنا المعبدة لمرور المجازر
أخفينا في جيوبنا
حزناً لطهو الشِّعر
في البدء كان هو
يقطع المدينة لنصفين
كـ ليمونة لاذعة المذاق
يتسكع مثل فأر حائر
ولا يدري بأيّ جلد خرج
أهو جلد الفلاح أم جلد الشاعر
الصباح نبتة يابسة : يقول الفلاح
الصباح مجرد برزخ مضاء للوصول إلى موتنا اليومي :
يعقّب الشاعر
في البدء كنت أنا
كنت نهراً
كأيّ نهر
كـ الفرات مثلاً
تطفو على وجهي صور لعشاق مؤقتين
ورسائل عاجزة عن الوصول
هذا الربيع أنا دودة المصيدة .
من مجموعة ( مياه صالحة للقتل ) .
Post A Comment: