كبيرة جدا هذي المواسم وكثيرة عليّ..
تخنقني كلما هبت الريح.. بخفة
وعانقتها بوجع اللهفة
تقتلعني كلما زادت في الغياب ..
وأي غيااب يُقتلع.. أي غيااب
كبيرة جدا هذي المواسم 
متى يضحك الشتاء فيها .. متى
ويسألوه عن هجرة ليل النعاس 
إلى النهار 
متى يبكي الصيف فيها .. متى 
ويسألوه عن موسم
الحصاد المرّ
متى تزهر الأوراق المتساقطة
على رصيف الذكرى 
وتسير نحو موتها المختبئ
بين الغمام .. 
كبيرة هذي المواسم وكثيرة عليّ..
تربكني كلما مالت نحوي
مداعبة غربتي و رغبتي ..
تسخر من كبريائي الهشّ 
كلما أكلت بنهم دمعي ... 
هناك في منفاي الأخير .. أنااا 
طيف دخان و امرأة من زجاج
تجرحني حين تضحك... 
تذبحني حين تصمت ..
ومااا أكثر الصمت في بلاد..
غوغائية الطّباع 
بين المدّ والسماء فسحة ... للشك 
للخوف للقلق والموت أيضا 
لكن لاااا مساحة لنا 
كبيرة هذي المواسم وكثيرة عليّ 
تحرقني كلما زارت حدائقي المنسية 
وسط الزحام 
و كأنها ما قرأت قوافي 
النور فينا.. 
أو جوعنا يوم تهادى الفجر المفجوع
إلى أسرّتنا المهجورة 
كبيرة جدا هذي المواسم وكثيرة عليّ
تُحيي موتي. تحيا بي..
تشربني دفعة واحدة..
فأشرب نخبها دمعا مَهين...
 وانتهي ...





Share To: