كان الجميع يأكل في صمت .إلا من نظرات خاطفة خجول من سمير لزينب ،تستقبلها زينب بضحكة طفولية ،تشي بفرحة عارمة .قطعت ام زينب الصمت، بزغرودة طويلة مفاجئة، فتوقف الجميع علي إثرها عن الأكل،وهم يتبادلون النظرات ،والبسمات . لم تستطع ام زينب أن تداري دموعها، فقامت مسرعة ،وهي تقول :سوف أحضر لكم الشاي ابو نعناع ثم نادت :يا حاج اريدك.في كلمة علي انفراد .قضم الحاج من ورك البط في يده، قطعة صغيرة، ثم مليء ملعقة كسكسي ،ووضعها في فمه ثم قام ،أما اخوات زينب فقد كانوا منهمكين في الطعام ،ومندهشون في نفس الوقت،، مما يحدث ،ومن وقت لآخر، كانوا يهنئوا زينب وسمير :الف مبروك يا عريس ..الف مبروك يا عروسه .
دخل الحاج المطبخ ،وهو يجفف بالمنشفة يده ،اقترب من زينب التي كانت تعد الشاي ثم قال :ها يا حجة ،اخبارك ؟ماذا تريدين ؟
-الحمد لله ياحاج ،كنت ارغب فقط في ترك العرايس علي راحتهم ،لهذا ناديتك..صمت الحاج ،واذعن لرغبة ام زينب ،صعد الحج إلي غرفته قائلا :علي راحتكم يا والاد ،انا طالع اريح شويه .دخلت ام زينب بصينية الشاي ابو نعناع ،ووضعتها علي طاولة صغيرة في منتصف الفسحة . ثم جاء سمير ناحية ام زينب وجلس بعد ان قام بتجفيف يديه جيدا ،و جاءت زينب، وجلست جانبه ،كانا يشعران بحرية كبيرة لصعود الحاج للنوم ثم استئذان اخواتها بعد أن أشارت لهما امهما بحركة من يدها،وانسحبت هي الأخري خلفهم .لم يصدق سمير نفسه ،وكان يسأل نفسه بصوت عال أمام زينب :هل أحلم؟ هل أنا بجانبك حقا ؟هل كان حلما ؟هل قبل الحاج علي عذري. إن أباك فعلا رجل طيب ،وحكيم .تحسس بأنامله وجه زينب ،فيما أغمضت زينب عينيها ،،وراحت تحلم .
Post A Comment: