وتجىء الريح المجنونة
بجنون
تحت نافذتي الضيقة المغلقة
مثل الجدران
تقتلع أحلامي المقهورة المكسورة
ترشق سيفاً بتاراً بالأحضان
ويموت العمر
ويموت الشعر
ويموت الحلم البكر
وتحتضر داخلي كل النبضات
وتختل الأوزان
وتدور الريح المجنونة
بجنون
تنتزع الدمع من الأحداق
وتلقي بأشعار ودثاري
ومخطوطات وأوراقي
وتمحو كل الكتابات
وتغمس في الوحل الطينيّ
أحرف عشق تحضنها الأوراق
لحظات صمت
لا يكسرها إلا صرخة
تقذفها الأشداق
تتهاوى بقايا حنايا مجهدة
وتصير
كرماد من بعد احتراق
أبحث عن شىء ينقذني
وقد خانت حبيبتي
وخان كل الصحاب
والسمّ في أيدي الرفاق
أسأل ماذا فعلت
يقولون لا شىء
غير أنك مشيت في
دروب العشق والعشاق
وأظل بحجرتي الضيقة
وحدي أبكي بين الجدران
أبكي على من باع
وأبكي على من خان
على اختلال المعادلة
وعلى اختلال الأوزان
على دنيا تغيرت
وتغير معها لون الزمان
الكل خان
الكل خان
الكل خان
وتدور الريح المجنونة
وأنا بالحجرة
ولا غير الحجرة بيتي
أجلس ما بين أكوام الدموعي
وبين أنيني وصمتي
أنظر للجدران الأربعة
أعانق صراخات عذاباتي
أحضن أحلامي المكسورة
وكبتي
أنا أحببتك يا سيدتي
وأنت
كنت ما كنت
وأموت ألف مرّة
أموت مليون مرّة
أموت أموت
حتى داخل موتي
والريح المجنونة
تسخر حتى من موتي
***
Post A Comment: