يتدافع المعظم للحصول على المزيد من التفاصيل، والكثير من المعلومات في مختلف المجالات، وبغض النظر عن المصدر والدقة، وهم يتصورون ان مشكلتهم تكمن في نقصها، وان توافرهم على المزيد منها، يوسع خياراتهم، ويزيد من امكانيتهم، او على الاقل يجعلهم في موقف العارف، ولكن الحقيقة خلاف ذلك، فلدى كل هذا المعظم كماً متراكماً من المادة الخام لم يتم تحويله إلى معرفة، لتلبي احتياجي (لأعلم أو لأعمل)، وهذا الخلل نتاج حزمة اسباب يشترك فيها هذا المعظم، من اهمها (فقدان ادوات التبصر وانتاج المعرفة، الكسل والرتابة العقلية والنفسية، الوهم بأن المعلومات تساوي المعارف، البيئة التسطيحية التي تشجع الامتدادات فوق الارض بلا اعماق، خدعة الاستعجال، كذبة ان التأمل والتدقيق سلوك المعقدين، الأنس بالكم على حساب الكيف)، ومما يزيد الطين بلة، أن كل المحيط ومؤسساته التي من المفترض ان تكون المهمة الاساسية لبعضها بناء ادوات التفكير وتعليم مناهجه والتشجيع على ممارسته، منخرط في عملية تسفيه وتسطيح منظم، وكأن صراخاً عالياً يلاحق الناس يدفعهم للهرولة خلف السراب بدون توقف...
Post A Comment: