" لماذا أنتَ بائسٌ هكذا ؟! "
هكذا وجَّه إليّ أحدهم سؤاله ذات يوم، فكرت مليًّا في الأمر، ثم أجبته : لماذا لا أكُون بائساً بعد كلّ هذا ؟!
لماذا لا أكُون بائساً بعد كل ما يحصل في هذا العالم؛ هذا العالم المليء بالأسى والألم، المليء بالحروب والبؤس! لا أعلم لماذا أحمل همَّ العالم في قلبي، وقلبي لا ينقصه هم!
لماذا لا أكُون بائساً بعد كل ما يحصل معي من معاناة نفسيّة وجسديّة، فالنّفسُ سوداويّةٌ كئيبة تعشقُ اللَّيل ولا تطيق ضوء النهار، والجسدُ نحيلٌ هزيل، انهالت عليه طعناتُ المرض.
لماذا لا أكُون بائساً وأنا لم أعُد أطيقُ هذا الصُّداع داخل رأسي، أحسِّهُ كمطرقة تهدمُ بُنيَان عقلي بتفاصيله المملّة وأفكاره الصّغيرة.
ربَّما اعتدت على هذا الألم، لكن رغم ذلك لازلت أحس به ينهشني، وأتألم كل ليلة بعد أن أضع رأسي على الوسادة، ثم لا يدركني النوم حتّى الصَّباح ..
لماذا لا أكُون بائساً وأنا أحتاج البُكاء، لكنّ الدمع يرفض أن يَعتقَني من عبوديّة الأسى!
كيف لا أكُون بائساً وأنا كلَّما تألَّمت صبرت، وكلَّما صبرتُ تعذَّبت، وكلما تعذَّبت تآكلت، فاقتربَت نهَايتي ..
فيا أيُّها السائل عن سبب بُؤسي، علَّك الآن رضيت بجوابي بعد أن بكيتُ أخيراً، و وتركتُ دمُوعي للزَّمن يُكفكفُها ..
Post A Comment: