كيف عليك في الصباح أن تتناول فكرة الإنسان والوطن 

يا صديقي أنا لم أكن أحدثك عن الإنسان بمظهره العام.. كنت أحدثك عن الإنسان النبي... الإنسان لأجل الإنسان .... إنسان في كل مكان وزمان حين يحمل فكرة العطاء بثبات 
لم يكن مهما لي لون ربطة عنقه ولا طريقة ربطتها كحبل مشنقة يكتم أنفاسه وتغادره الروح وتبقى كنخلة جوفاء.
كنت أحدثك عن قيمة الإنسان بصدقه ونقاء سريرته وجلد ذاته حين خطيئة  في حضرة مخيم يجسد وطنا لا يموت 
كنت أحدثك عن عين الإنسان وهي ترى طفلا في الزقاق يقضم كسرة خبز يابسة من بعد جوع  فيمسح على رأسه حنانا ورحمة ويقول سنحدث الله بكل شيء 
حين يرى الوجع يطوف في الزقاق فيمسك مكنسة الحب والصدق  ويكنس كل الوجع  
اذا في المحصلة كنت أحدثك عن الأنبياء في زمن النفاق
كنت أحدثك عن إنسان نبي  كتب على باب صومعته يوما أغنية تقول لا لون إلا لون الروح..
فحفظها  إنسان الحقول في قلب التعب
لا لون إلا لون الشوارع
لا أغنية الأن إلا صخب القبور التي ام مررت بها تسمع لها شهيقا يفور 
 أغنية  قلبك حين سكنت  الزقاق في مخيم يتدثر بالشمس على أطراف مدينة متعبة منيرة بقلوب قد تجلدت وما زالت شمس المخيم تلين فيها 
وسط صمت طويل للقبور..  وحين يصحو صوتك منادياً بأسماء الغائبين 
 عليك وقتها ان تحمل المطر بين يديّك وان تسقي قلوب التعب  المقهورة الماسكة على فكرة الحياة 
 أن تبحث عن مطر في وسط صحراءهم وأن تتساءل هل يكفينا بعض مطر لنعود لذمة الحياة
أن تكون نبيا في هذا الزمان 
وما أكثر كم يا صديقي  في دروب الحب المتمسكون بآخر أنفاس الحب والحياة  
 دروب الحلم المتعالية عن شبابيك البيوت
يكسرون أقفالها كل ليلة
 يسافرون باحثين عن دروب تشبه وطناً..
لا تدوم ظلمة المكان 
الظلمة إشكالية 
بين حدي سيف الرأي 
بين القدوم والغياب 
والرؤى الغريبة 
للمعنى المخبوء تحت اللسان
لا يحتاج لتفسيرات الحاشية 
يسقط بدلالات على مركزية الإفصاح 
قم  حينها وأخبر الكون عن وطنك
قولا وفعلا  بدون إنهزامات 
وحين تزداد النيران إشتعالا 
تتوعد ورق اللغة في أقصى البلاد 
ويبقى هذا المنتكس بغيبوبة المنفى 
يبحث عن أخر تميمة 
تحميه من الموت 
أشر بأصبعك
لا تجعله ترتجف بخطيئة أول التكوين 
دس بعض الكلمات المقدسة 
في جيب الطين 
أفسد على الخونة كمائن الزقاق 
كل الخرائط تغيرت 
البلاد أعلنت الضوء وطردت ظلمتها 
 هذا دمنا أخر لون هارب 
على رصيف الشوارع
ينادي من بعيد 
للأنبعاث 
للوداع 
للحلم 
لوجع الذكرى 
لأخر قصيدة كتبناها 
قبل الموت بقليل 
لنشيد البلاد 
ما هذا ..
لا تلتفت
الضوضاء بكل مكان 
الفكرة تدخل من إبهام الحقيقة 
هذا  نحن الخالدون 
كذاكرة التاريخ 
انظر هناك
دقق بعينك
هناك انثى تعيد لنهديها شكل التكور 
تنجب طفلا قادما يحمل على كفيه خارطة وطن 
والتاريخ يربط وثاق ساعة القدوم 
ولعنة اللغة في يوم الخيانة 
يقد القميص ويعري المعنى تماما 
إلا من ثوب أمي 
لأم سكنت الزقاق
حررت نفسها بقضم لحم الغاصب تحت أسنانها
لحمه عفن 
مالح 
 هم مروا من هنا 
ولم يقيموا
الأرض أنبتت شوكا في الطريق 
شقت وجوههم اللعينة
وبقي الأنسان والمكان
بقي وطن وصلاة
اللهم تقبل 
...



Share To: