إرتمت في حضن امها و أطلقت العنان للبكاء...تفاجئ جميع من كان حاضرا بالبيت ...ها هى ذي تعود إلى بيت أسرتها الذي تركته، بمحض إرادتها، منذ أكثر من سنة ...طيش المراهقة جعلها تندفع وراء كلام معسول كان يصلها عبر الهاتف المحمول من طرف شاب تعرفت عليه... تلميذة كانت في سنتها الأولى بالقسم الداخلي للبنات في إحدى ثانويات المدينة القريبة من القرية التي تقطنها أسرتها... ما زالت تتذكر ذلك اليوم الأخير ما قبل عطلة نهاية الأسدس الأول من الدراسة... كباقي التلميذات الداخليات هيأت حقيبتها و غادرت المؤسسة، إلا أنه، خلافا لهن ، لم تكن وجهتها بيت أسرتها...كان ذالك الشاب ينتظرها بمحطة القطار القريبة من الثانوية. ...بعد التحية، آخذ منها الحقيبة، توجه لشباك التذاكر، طلب تذكرتين في اتجاه طنجة...بعد وصول القطار إلى و جهته النهائية، استقالا سيارة أجرة....مد للسائق و رقة بها عنوان و طلب منه أن يوصلهما إلى المكان المشار إليه في الورقة...توقفت سيارة الأجرة بعد أن قطعت مسافة ليست بالهينة. ...امسك بيدها و قادها إلى بيت في نهاية زقاق ضيق...بعد طرق الباب، فتح و خرجت إمرأة مسنة...عانقت الشاب و هي تحمد الله على سلامته و عودته من السجن الذي كان يقبع فيه ....قدم لها الفتاة بصفتها زوجته. ...فرحت بها الأم...بعد وجبة العشاء، دعتهم للالتحاق بغرفة نومها التي لم تعد تحتاجها منذ وفاة زوجها...منذ تلك الليلة و هي تعيش بين جدران ذالك البيت لمدة جاوزت السنة...شغالة بالنهار و زوجة المتعة بالليل....خلاصها من هذا السجن جاء على اثر وقوع المرأة العجوز و دخولها في غيبوبة...تمكنت من أخذ ما كان من نقود في البيت ومفتاح بابه . ...خرجت مهرولة. ..أشارت لسيارة الأجرة. ...اوصلتها إلى محطة القطار...عادت إلى بيت أهلها لا تعلم ما سيكون مصيرها...
Post A Comment: