بكى السّرابُ 
حينَ تذوَّقَ دمي
وتعالتْ آهاتُ الرّملِ
لمَّا تغلغلَ دمعي في حَلْقِهِ
الرِّيحُ تنفَّستْ أوجاعي
والسّماءُ كشفَتْ عن أثقالِها
ورمَتْ بنارِها فوقَ لُهاثي
لا شيءَ يظلِّلُ غربتي
لا أحدَ يحنو على انكساري
ويقفزُ الموتُ من حولي
كأنّهُ يداعبُ رمادَ أيَّامي
وبلادي عنّي أوصدتْ نسائِمَها
وأغلقتْ همساتُ النّدى
عن دفاترِ عطشي
أرنو إلى لمساتِ أمِّي 
على جببنِ آهتي
وَوَجهِ صَمتي
أنا ما زلتُ أخافُ الابتعادَ عنها
وأخشى من ذئابِ الظّلامِ
فكيفَ لي أن أعودَ
والسّيّافُ بانتظاري ؟!.



Share To: