وقف منهمكا في ترتيب أوراق ،يضع أوراق في حقيبة جلد سوداء،  ثم يرفع رأسه ليفحص أخرى ، وهو  يتصبب عرقا تحت شمس الصيف الساخنة، تجاهل إشارات تأتيه من مارة يمزحون معه، وأخرى من عقله ،تذكره بميعاد السابعة مساءا .تمني من أعماق  نفسه ،لو أن قنبلة هيدروجينية  انفجرت في هذا الميعاد بكل الحاضرين  إلاه. أغلق حقيبته بقرف، واتجه نحو سيارته الفولكس الحمراء ، والرابضة بتحفز، ولا مبالاة . عبر  الأسفلت إلي الضفة الأخري، أسفل المظلة الرمادية الصاج .
 ،فتح باب سيارته وجلس ،أحد نظره ليتفحص مبني المنظمة ذو الطوابق العشر ،بقواعده الكئيبة ، ونظامه الروتيني الرتيب، قبل ان يغادر، هاربا إلي مقهى  قريب، اعتاد الجلوس عليه،  واحتساء كوب من الشاي مع حجر معسل .وضع قدمه علي البنزين بعد أن أدار المفتاح  ،فانسحبت السيارة في خفة ،وسرعة .
2
فينك 
بيني وبينك 
أحزان وبيعدوا 
أيام وينجضوا 
شجرة الليمون دبلان علي أرضه .
استوت الأمور في رأسه، مع السحبات المتتالية من حجر  المعسل ،حدث نفسه :إاولا إبلاغ الجميع تليفونيا بالميعاد .أمسك بتليفونك ، وأخبر من من المفترض أن يحضر، فجاءه من بين غيوم الشيشه الكثيفة أصواتهم،  رد الجميع، رد  واحد ؛أنا معكم في أي قرار سوف تتخذونه لكنني ،ومع الأسف،  لن استطيع الحضور !
-تبا لكم جميعا.،انذال ،جبناء،وخونه ولكن من سيحضر اذا ؟ ،أنا والزعيم ،الأمر جلل ،المطالبات، بخصم حافز التدخين من المرتب، وتعليته لأصحاب الإعاقة ،وذوي الاحتياجات الخاصة ،تحولت إلي مسألة ملحة .
3
كام عام 
ومواسم عدوا 
شجر الليمون دبلان علي أرضه .
علي الشاطيء، وفوق رمال البحر المعروف بعقلانيته، وهدوءه ،حتي في  أحلك الأزمات ، تجمع كلا من  السيد م والسيد باء والسيد ثاء، ،وهم يتقاسمون بتساوي خرطوشة معسل ،واتفقوا علي رفع مذكرة إلي مدير عام  المنظمة، موضحين فيها حجم الكارثة التي ستحدث، في حال تطبيق المادة الجديدة ،وما سوف  يترتب عليه من ، تعكير مزاج المشتغلين  حيث سينتشر الكسل واللامبالاة مما سيتسبب في تعطيل الأعمال ،وتكبيد المنظمة خسائر فادحة .
4
كل شيء 
بينسرج مني 
العمر من الأيام 
الضي من النني.
تجمع نفر ،من موظفي المنظمة ،حول سيارة ،المدير العام للمنظمة ،فيما أطلت ،من نافذة الجيب الشروكي السوداء ، رأس، وأصابع، فيما يشبه الحوار التحذيري. وكان، ما بين الفينة والأخرى، يخرج رأسه، ويحرك إصبعه،ويصيح :مستحيل. .أبدا  
كان معروفا بصرامته، وحدة طبعه .وفي لحظة يبدو أنها حاسمة، فتح باب السيارة ،وخرج، ليتحدث إليهم، واضعا يديه في وسطه مثل أبطال افلام رعاة البقر ،وكان يقول :سوف نري ..لما لا ؟ ثم عاد لسيارته، التي  انطلقت بسرعة ،محدثة صوتا رهيبا. 



Share To: