جرب
ان ترميك في نص طويل
و من اقرب جار
اطلب عشاءك الاخير
ابك بحرقة اذا ما شئت و قبًل
جبينك المنعكس على الزجاج
دع يمناك بحرقة
تسلم على يسراك
و انصرف منك...
فقط جرب
ان يقرا غيرك النص
بصوت مرتفع
و ان تنصت بإمعان شديد
لخروجك العاري و صدق
انك حقا لصيق الغياب
جرب ان ترى الشوارع
تمشي فيك طول الليل
و ان تركن الى مشهد صغير
لمتسول يعد خيباته تحت البناية
يدسها في رغيف بارد
وحيدا
يبتلعها كفكرة انتحار
جرب ان تطرق بابي لوداع اخير
و ان افتح الباب و لا اراك
و ان تمد يدك لي
و انا انظر الى كل المارين الاك
و ان تصرخ في وجهي بنصك اليتيم
و انا أحسبه ضجيج شاحنة
فأغلق في وجهك الباب...
جرب ان تعرف كيف يعيش المنسي
على قيد المشي الطويل
و كيف ينسى اسمك و عنوانك بلا امتحان
و كيف تختنق بالذاكرة
ملامح وجهك بالتدريج
جرب ان تصل الى سدرة منتهاك
كانية من فخار في غرفة مهملة
يرمي بها الريح من الرف أعلاه
و تجبر على العودة اليه رغم الانكسار
و اعوجاج الترميم ...
فقط جرب
ان تنزل الى أسفل حفرة بين عينيك
دون لطم او بكاء
بعض المقابر فيك تخشى الماء فلا تخدش
بالملح حياء الصحراء
انزل كما يليق بصمت السقوط فيك
و لا تلتفت لذاك الذي
يقرا نصك بصوت مرتفع
فلا احد منا يجيد
القراءة دون اخطاء...
Post A Comment: