منتصف الليل، أوت إلى سريرها بعد يوم طويل بدء قبل طلوع الفجر و امتد جغرافيا، بين مدينتين، إحداهما ساحلية و الأخرى داخلية. ...أحداث كثيرة عاشتها ذلك اليوم، السفر في ضروف الحجر الصحي و مراوغة مراقبة مخرج مدينة الانطلاق و مدخل مدينة الوصول من قبل الشرطة إذ الأمر أصبح يتطلب رخصة للتنقل بين بعض المدن الموبوءة ...ما أن انفلتت من الشرطة الرسمية و ولجت بيتها الذي غابت عنه لقرابة شهر، حتى و جدت نفسها أمام مخبر سري...السيدة عائشة، الطويلة النحيلة.بعد تقديم ما تستوجب الضيافة و الجلوس إلى جوار ضيفتها، كانت السيدة عائشة قد بدأت في سرد مجريات الأحداث التي عرفها الحي و الأحياء المجاورة و المدينة جمعاء.أحداث لها قاسم مشترك : السرقة و الجريمة المفترضة.تقول عائشة أن المتجر الكبير الذي يتعامل معه كل كبير و صغير في الحارة تعرض لمحاولة السرقة. ...كاميرات المراقبة سجلت صور عناصر ما، لكن مع الأسف، وجوههم لم تعرف، كانو يلبسون أقنعة.كذالك بيت جارها الذي يقطن في الخارج، لولا تواجدها خارج بيتها، خلال دورتها التفقدية للحي، بعد منتصف الليل و طلب الشرطة الرسمية، لكان كل ما في بيت الجار أصبح في خبر كان.المنزل ذو الثلاثة طوابق في الركن المقابل لبيتها، وجد أهله بنتهم التي لم تتجاوز الثالثة عشر من العمر، مشنوقة في حمام الطابق الأرضي. هناك من يقول انها انتحرت و هناك من اتهم اخاها بالجريمة ...اف، يا له من صباح بنكهة المصائب...و أخيرا خرجت السيدة الشرطية السرية بعد أن قدمت كل ما في جعبتها من نصائح و تبريرات لهذه الجرائم. ...كورونا هي السبب، قالت، فرص العمل قلت و الشباب المدمنين على المخدرات لم يبق أمامهم إلا السطو على أموال الناس. الاطروحة انتهت. ...السيدة عائشة في عجلة من أمرها انصرفت إلى حال سبيلها....هكذا تكون قد قامت بالواجب. عفوا أيتها البطلة، لقد عكرت على صاحبتنا بداية يومها و ربما غرست بعض المخاوف في نفسها....
Post A Comment: