أصبحت غريبة لا أرى سوى السراب، لا أشعر بتلك النبضات، لا يعتريني ذلك الشعور أبدًا، لم يعد هناك سوى بضعٌ من الذكريات التي بدأت تتلاشى مع تلك الإصلاحات، إنه نفس المكان نفس الطرقات التي طالما رنّت بها ضحكاتنا، أصبحت الأن صامته؛ رغم الإزدحام؛ رغم تواجد البشر بخطواتهم التي لم تتوقف، وضجيجهم وثرثرتهم بكل المواضيع اليومية..
مازالت خطواتنا تسمع؛ همساتنا وتمايل أجسادنا ونحن نخطو خطوات واثقة من التلاقي، نظراتنا التي عقدت الوعود، وإبتساماتنا التي صدقت عليها..
آثار أناملنا التي أحيت الأشجار وأزهرت بها الورود، مازالت رقة لمستها تاركة أثر على أوراقها..
فهنا جلسنا؛ وهنا ضحكنا؛ وهنا تشاجرنا؛ وهنا تصالحنا؛ وهنا همست لي لأول مرة "أحبك"
فأحمرت وجنتي خجلًا، وأرتسمت أبتسامة فوق ثغري شبهتها "بتفتح الجوري"
هنا كانت أحلامنا، ويدك تمسك بيدي، وتعد على أصابعي..
الإصبع الأول.. أحبك
الإصبع الثاني.. أنتِ حلمي
الأصبع الثالث.. لن أفرط بكِ
الأصبع الرابع.. أنتِ سعادتي
الإصبع الخامس.. أنا هنا ولن أرحل
كانت تلك هي وعودك، تلك أصابعي تشهد على ذلك..
أتذكر ذلك جيدًا، وتلك الطرقات والشوارع والبيوت، القمر والنجوم أيضًا يتذكرا ذلك، أعتقد وحدك نسيتها أو لم تعد بتلك الأهمية لك..
أسير وحدي وتسألني عنك الذكريات، ها هو بائع الورد ينظر لي وعلى وجهه ذلك السؤال، أين مكملك.. ؟
كل من عرفنا يعلو وشوشهم ذلك السؤال..
أين من كان روحك..؟
لم أستطع الإجابة، أنت وحدك من يستطيع، تلك النظرات تؤلمني وتوجع روحي..
أرى في نظراتهم الشفقة، ينظر لي أحدهم ويطمئن على حالي..
كيف حالك..؟
فأرد.. إنه مع حالي.
فكيف حالي معك، وكيف حالك الذي لم يعد معي.
Post A Comment: