(الكمنجات تبكي) شعر د. العزوزي عبد الرزاق شاعر من المغرب

الكمنجات تبكي باستحياء 

الكمنجات تئن 

تعوي ...

كذئاب في الخلاء 

تنتفض

ضد ايقاع منهك

ومثعب

تصرخ

من شدة الضوضاء والصخب 

تقاوم 

انتهاك العازف للوثر 

الوثر 

يشتكي من النغم الحائر 

التائه 

الغير المرثب 

كأني بها يقول 

مابال العازف 

يعبث بأوتار الكمنجات 

فصار 

صوت النغم كعويل النساء 

الجريحات 

كأصوات

القطارات المتهالكة القديمة 

كترانيم 

الكهنة البالية الرخيمة 

الكمنجات تئن تنتحب ....

الكمنجات تبكي

على وطن

باعه الانذال 

الكمنجات 

تناجي العاشقين

الابطال 

الكمنجات تئن 

وكان صوت الليل ازرق 

وحيدة 

بصرخاتها ترابط هناك ...

ما يكفي

من التاريخ 

كي يتحرر اللاوعي

من معراجه 

ولكن دائما 

ما يسخر من ضحاياه 

والكمنجات تنادي اسمائنا 

لننهض

من تحت الثرى 

تنادي اعمارنا 

ان كان لها متسع للحنين ...

الكمنجات 

تناجي الليل 

ان يختصر صرخاتها 

لتمتد جنوبا ...

لتبعثر انسجامنا 

مع النسيان ...

تدفعنا لنطالب 

بمأوى للروح ...

للقلب ...للعقل

للبديهة 

كي تطل علينا 

من لغتنا الفريدة ...

الكمنجات تئن 

تقول اتكأت على الغياب ...

استندت على الماضي 

لأقول

لولا السراب 

لما صمدت 

الابجديات القديمة ...

الا ان جرح طفيف

لازال يوجع دراع الحاضر 

العبثي ... 

والكمنجات تبكي ....

الكمنجات تغني ...

الكمنجات تئن ...

الكمنجات 

تصارع الايقاع 

المرتجل 

بكفاءة البديهة ...

لتوقض فينا 

عاطفة

وحسا جميلا ... 

تصارع النغم الحائر

لينهض 

تجلينا الحر 

لتحطم 

حاضرنا المقيد 

بعبادة الامس

لتجعلنا احرارا ...

من الكنايات والاستعارات 

لنعيد ترتيب 

غذنا 

بما يليق بخيباتنا 

ونزيل الثعب

عن اجسادنا 

المثقلة بالذكريات ...

الكمنجات ترفع 

أنينها 

نحو السماء ...

لينكسر الزمن 

الدائري ...

ويولد الوقت

الخفيف ...

الكمنجات تئن 

تعوي ...

لتقول

علمتني السلاسل 

ان اصرخ ...

ان اقاتل ...

لتوقض فينا 

حس اليقضة 

من الهذيان ...

ليندفع أنينها 

نحو المارين ...

فينكسر صوتها 

كقطرات المطر ...

الكمنجات تصرخ

تحرضنا 

على ان نكتب

اسمائنا حجرا ...

لنعثر 

على ضالتنا ...

لنجد هويتنا ...

امتدادنا الكنعاني 

لنزيح 

الدم المهجور 

الخائن 

من فصيلة دمنا 

الكمنجات تبكي 

وتدفعنا 

لاجتراح المستحيل 

ليأخذ بيدنا 

نحو البديل 

كي نسير 

كما يسير النائمين ...

الذين يقودهم 

حلمهم 

نحو السبيل ...

فلنا خلف السماء 

سماءا 

لنعود ...

كعاشقين 

يذهبان الى الصدى ...

متعانقين 

كعودة الروح 

الشريدة 

الى جسدها المشتهى 

الكمنجات تبكي ...

الكمنجات تئن ...

الكمنجات تطرب ...

تغني ...تصرخ ...

تنتفض ...تقاوم ...

تقاتل ...