بعد سنوات طويلة أشعرُ بالعنوان، كنت أظن أنني أحملُ قلبٍ يضخُ ويوزع الدم الى جَسدي، لكن بالحقيقة تلك القطعة هي بالأساس قَصرا مُرتب يسكن فيه الكثير ..!
إن ذلك الذي يُسمى فؤاد من حقه أن يستقبِلُ شيء حديث، أي يحقُ له عندما يرى زواياهُ أصبحت ممتلئة بالصدأ، الصدأ الذي تحول الى مُجرمٍ يتفنن بِغرس الحجارة والأشواك في طريق مالك ذلك القَصر لِغرض ما يسكنُ في رأسه ...! 

إن جميع أؤلئك الذين كنتُ وكان القلب قد أختارهم غَلطة.!
عفواً لن أكون مُجرمٍ ولن أكونُ نسخة زائفة منهم ولن أكون ملعونا كإبليس ولن أكون منبوذاً كَرجل دينٍ لحيته مصبوغة بالدم يَكفر ويحلل ويُحرم كل شيء أمامه، ولكي لا أكونُ سأقولُ إن بعض من أؤلئك المستأجرين في القَصر تَحولوا الى إبرٍ حادة ينهشون الجَسد كالكلاب الضالة، يطعنون الظَهر بالسكاكين الحادة،يفتحون عِدة شبابيك في الوجه بِمطارقهم الحَديدية ويطلقون القهقهات بأصواتٍ مرتفعة، قهقهات الجريمة التي يرتكبوها هكذا دون رَحمة، ساذجون تفوحُ منهم رائحة كُريهه،أقسمُ بالحُب الذي يسكنُ في قلبي والذي لن تقدر الحَرب على انتزاع ذلك الحُب الذي وعدتُ نَفسي بأنني سأحوله الى هدايا مُغلفة بالأخلاق والإبتسامة وسأهديهُ للذين أراهم لا منزوعي الإنسانية،للذين يستحقون الحُب ..

إن ذلك القَصر الذي يوجد في شِمالي أطلق جَرس الإنذار وأعلن أنه سينفضُ وسيركلُ وسيقذفُ وسيرجمُ بهم الى سلة الظلام دفعةً دُفعة وسيودعهم مالكُ ذلك القَصر بالتُراب والرماد وكل حُفنة ناعمة، القَلب قَلب هو مُحرك الجسد وعندما يكون في حالة جيدة يصبحُ الجَسد كمَركبة جديدة تَعبرُ الجِبال الشاهقة والسهول والأودية دون أن تتعثر، وعندما يكونُ في حالة ليست جيدة يصبحُ كَقاطرة تحملُ أطنان ويميلُ ذلك على جهة حتى تفقد السيطرة وتذهب الى أسفلُ الجبل فتتهشم وتبدوا في حالة مأساوية

نحنُ لماذا نحملُ في قلوبنا نقيض الحُب والفرح والسعادة بإرادتنا ونحنُ نستطيع التخلي عَن كل هذا ، الأمر لا يحتاج الى كثيراً من الساعات كي تتخذ قرارك، كُن شاجعا ولا تكون خائفا،كن مُحاربا شرسا لا مُحاربا يحملُ الإسم فقط، إنصت لِقلبك وستعرف من يستاهل المكوث فيه ومن يستاهل كرت أحمر تَطرده كما يَطرد مالكُ منزلٍ وغُرفةُ فندقٍ و جِناح قصرا عندما يصبحُ المُستأجر وحشا يكشر عن أنيابه ويسبب الضَجيج، إخرجه وإدفن ذكرياته القديمة تَحت قدميك،ثم إرسل دعوة للكلاب والقطط كي يأتوا للتبول فوقها ،إطلق العنان لِخيالك ثم تَطهر جيداً ثم قِف أمام الرب ثم صَلي إستخاره وإبحث عن الأنقياء وحين تَجدهم إفتح قَلبك وإدعوهم للمكوث فيه وإغلق عليهم الباب بِقفلٍ فولاذيٍ وإرجم بمفتاحه الى قاع البَحر .



Share To: