أيّتها الأمّ
غنينا فمذ كنا قيثارة الأخيلة
ونايات البوح المرتعشة الامتداد تجرحنا
فاشتدي في جفل قلوبِنا وأوسعينا عشقا
مفعما برائحة الماء
فالغياب يحك ظهورنا الميْتة بلمسة مسرفة في الحنو
والحزن يقف على شرفات القدر يغازل حوريات الصمت المستلقيات في بحارنا الآسنة
هدهدينا
سنبتلع الشظايا ونجعل النظر يسيل خلف غابات السؤال
ونتشظى في جروح المساءات الممطرة
سنطل على الأفق من كوة الندوب الخبيئة 
ونشهق
*
أيّتها السماء
أيّتها الجراح المشتعلة بفوضى الألم
أيّتها الوجوه المنعكسة في وجه الماء كحنين عائد من الموت على هيئته
أيّتها الخرافة 
يا وجه الغيم الغافي على بياض يشبه بياض الرب
يا قرابين الرؤيا العمياء
ياحدقات الغيم الواسعة كدهشة الأطفال أمام الجوع
يا رائحة الانكسار المتسامق كنخلة في الصحراء
يا شهيق الليل المدْلهم
 المتألِّهِ بالرهْبة والشعر
حتى القصيدة وحتى البوح 
يا هياكل الأحلام
يا جثث الرحيل المعمّدة بالجزع
 يا نقطة الالتقاء القارض للصدفة أعمارا من البعث
يا مسوغات الحيرة الحائرة على ينابيع العطش الشهيّ
يا رعشاتِ الماءِ
يا غرفة الرب الأثيرة 
يا نافذة القدر المترعة بالعطايا
يا كؤوس العاشقين المستفيضة عن موتهم النيئ
يا زهور الموت الخرافية يهبها لأصدقائه المترفين 
يا وفرة التداعي 
يا غيابنا المناور كي يستطيل 
رفقا بكل هذا النداء.
رفقا بكل هذا الفناء. 



Share To: