دعاني أحد لاعبي كرة القدم في حواري دمياط جمعتني زمالته في أحدى فرق الشوارع عندما تغيب أحد لاعبيهم ؛ وكنت أمر صدفة فوقفت للمشاهدة، فأشركوني معهم دون سابق معرفة؛ سد خانة ؛فلعبت معهم وأجدت اللعب ،و صلت وجلست في الملعب ،وكان اللاعب الذي دعاني من أحدي أرياف دمياط لنلاعب فرقتهم؛ وهي من القرى البعيدة نسبيا كما كان تاريخ هذه المباراة أيضا منذ فترة طويلة، كنت في الخامسة عشر ، جمعت زملائي واللذين هم لاعبي حواري وشوارع أيضا أمثالى وذهبنا لقرية صاحب الدعوة يوم الإجازة يوم الجمعه ،وكان الملعب وسط الحقول وهو حوش المدرسه ،كان كل لاعب من فرقتنا يعتقد أنه ماردونا ، أو ،ميشل بلاتيني ،وعلي أقل تقدير" محمود الخطيب "لأنهم هؤلاء كانوا النجوم نجوم اللعبة حينها والذى يشار إليهم بالبنان ،ولا أستثني نفسي من ذلك الغرور والزهو بنفسى أيضا ، ثم نظرنا لهم بتعال وشموخ من فوق؛ عندما وجدنا أكثرهم يرتدي الجلاليب وأعتقدنا أنهم صيد ثمين وبدأنا نسخر منهم قبل أن تبدأ المباراة .
بدأت المباراة وبدأت معها سيطرتهم علي الملعب من أول دقيقة، حسن انتشار ومهارات ،وأخذ وتبادل مراكز مع سرعة في بناء الهجمة ،والدفاع أيضا ،وقدرة متناهية في إفساد هجماتنا المعتلة القليلة الحيلة ؛ ونحن نلهث خلفهم نحاول الدفاع عن مرمانا الذي أمطروه بخمسة أهداف نظيفة بعد أن لقنونا درسا لا يُنسي في فنون اللعبة ، وفي الأخلاق أيضا كنت لا تسمع لهم صوت أثناء اللعب و يأتمرون بأمر كابتن الفريق ، وكان ذلك على العكس منا تماما فكنا نسب بعضنا بعد كل هدف يحرزوه في مرمانا بعد أن يلقي كل لاعب منا علي الآخر سبب دخول الهدف. ومما تسبب فى مزيد من الألم هو لاعب من العنانية شهرته الزلاقيطى نحيل قصير ممصوص ناشف تشك ان به نقطة دم واحدة، إذا نظرت فى وجهه تعتقد أنه سيسقط بعد أن يلعب الكرة مغشيا عليه من شدة النحولة !!!!هذا الزلاقيطى بهدل فرقتنا جميعا سبعات، وثمنيات وزحف أكثرنا على الأرض وأضحك علينا جمهور العنانية الذى أخذ يهتف "كفاية حرام " ..
إنتهت المباراة ونحن في طريق العودة مطرقو الرؤوس، فما الفرق ببن الموت وهزيمة فرقتنا من فريق العنانية، إنها لفضحية كبرى ستلازمنا لعقود قادمة. هذا ما كنت أفكر فيه ودار بينى وبين نفسى ثم بأي وجه أقابل أصدقائى اللاعبين بعد عودتنا عندما يسألون عن النتيجة ،ثم طالت فترة الصمت والوجوم على الوجوه، وأعتقدنا أنه قد تحطم مستقبلنا الكروي وستكون فضيحة لفرقتنا عندما تعرف بقية الحواري ووسعات دمياط،جمع وسعاية"يعنى قطعة أرض واسعة" بنتيجة المباراة ،وبالطبع ستسوء سمعتنا الكروية في المنطقة ،وربما ترفض الحواري الأخري اللعب معنا بعد ذلك ،ولكن قفزت في رأسي فكرة جهنمية وهى نتيجة مباراة الأهلي و سانتوس البرازيلي وكانت لصالح سانتوس خمسه/ صفر فذكرتهم بها وذكرت أيضا أن الأهلى ما زال يلعب ويحصد البطولات وما زال أيضا يهزم الزمالك ،ثم أردفت بعد أن وجدت منهم بعض الارتياح لذلك لأن جمعيهم يشجع الأهلي بل مجنانين فى حبهم لفريق الاهلي : ونحن ما زلنا نحب الأهلي ونشجعه، ثم جملة شهيرة كان؛ يرددها مسؤلي إتحاد الكرة عقب كل خروج لمنتخب مصر من تصفيات كأس العالم وهي؛ أن الهزيمه ليست نهاية المطاف، وأننا نتعلم،وأستفدنا من التجربة...
Post A Comment: