سَكَنَ الجميعُ..
قد ارتختْ حركاتهم 
نامتْ مدينتنا ولم..
يُغْرقْني نهرُ سباتهم 
هدأتْ قِطاراتُ المحطَّةِ..
غادرَ العُمَّالُ.. 
وانطفأتْ قناديلُ الوَنَسْ 
واستسلمتْ عَرَباتهم لصفوفها 
البائعونَ قد اختفتْ أصواتهم 
السُوقُ مثل مقابر
خوفُ الهدوءِ وسِحْرهِ 
وبضائعهْ..
 أمواتهم 
السائقُ النعسانُ يقتلُه التثاؤبُ..
عائدًا لديارهِ 
وإنارةُ الطرقاتِ..
 يلفحها الصقيع وتصمدُ 
حتي يقومَ الفجرُ..
من صوتٍ رخيمٍ هادئٍ 
شيءٌ من الخمرِ العتيقِ..
 يجوبُ كلَّ هوائها 
يغشى الجميعُ عليهِ..
مثل حمامةٍ..
سقطتْ بفعلِ رصاصةِ الطيشِ التي
خرجتْ ولمْ تعرفْ طريقًا..
 غير رأس مدينتي
دقَّاتُ ساعةَ حائطٍ في غرفتي 
مثل السياطِ..
فكلُّ دقةِ عقربٍ كالجلدةِ 
خفتتْ مُسامرةُ الليالي دقّةً في دقّةٍ 
قد غادرَ الرفقاءُ ..
منذُ ثلاثِ صفحاتٍ..
وخمسةِ أسطرٍ
وحدي تمامًا هكذا 
قلبي المدينةُ قد وسعْ 
كلُّ الحياةِ بسوقها 
طُرقاتها.. وشُعوبها 
وشروقها وغروبها 
والآنَ لا شيئًا سوي 
صوتٍ لدقَّاتٍ وشحّاذٍ..
ينامُ بمعطفٍ رثٍّ على..
بابِ المحطّةِ ينتظرْ 
صوتاً رخيماً هادئاً 
ينشقُّ مِنْهُ الفجرُ أو 
صوت القطارِ المُنفَجِرْ 




Share To: