امتصاص الشاعر للإرث الشعري السابق
ومعالمه الرئيسية وإعادة إنتاجه بشكل غير مقصود
يعد كما ذكرت أنت قدرا وشرطا أساسيا لا بد منه
..
ما بعد هذا الوجه
هو الوجه الآخر والمعروف في النظرية الغربية بالتناص القائم على الأخذ المقصود بحيث تكون القصيدة عبارة عن مجموعة نصوص أو عبارات سابقة في نص واحد إما شكلا وإما مضمونا. وعندهم لا ضير في أخذ الشاعر من غيره بشكل مقصود وبشكل واضح ومهمة الناقد هو وصف هذا الأخذ ولا علاقة له بالتقييم والموازنة بين الشعراء.
وهذا هو المفهوم السائد الآن بين النقاد
..
وأنا لا أختلف معهم في أنها نصوص جيدة حتى وإن استخدمت التناص
الإشكالية في عملية التجديد..
وهي عملية تعتمد على المغايرة
و نحن نبحث في الشعر عن المختلف والمغاير
ففي العصر العباسي مثلا نجد أن النقاد تشددوا في عملية الأخذ من الآخرين وأعدوه في بعض صوره سرقات يؤاخذ عليها الشعراء فلذلك
نجد أن شعر المتنبي يختلف عن من سبقه وعن شعر معاصريه وهكذا البحتري وأبو تمام وأبو العلاء وغيرهم وذلك لأنهم شعراء كبار فهموا أن التوسع في الأخذ المقصود من الآخرين سيعيق العملية التجديدية القائمة على المختلف والمغاير...
.
ويمكن تطبيق هذا على رواد شعراء التفعيلة الكبار كالسياب والبياتي ودنقل ودرويش وغيرهم كانوا حذرين جدا في مسألة استسهال الأخذ من الآخرين فلذلك نجد أن لكل واحد منهم نكهة مختلفة عن الآخرين.
.
و الملاحظ في الفترة الأخيرة ومع انتشار مفهوم نظرية التناص الغربية بين الشعراء العرب المعاصرين والنقاد كذلك أنهم توسعوا في مسألة الأخذ واستسهلوه
.
والنتيجة التشابه بات كبيرا جدا بين القصائد وخاصة مع عودة الشعراء للشعر العمودي...
ولا نجد تجديدا يختلف فيه الشاعر عن غيره.
ولذلك يكفينا ربما في هذه الفترة
أن نقرأ لشاعر أو شاعرين فقط ويغنينا عن قراءة الآخرين والسبب في ذلك يعود لتوسع النقاد والشعراء مع مفهوم عملية التناص وعدم ضبطها بالإضافة إلى تحييد مفهوم السرقات من المشهد النقدي واستبداله بمفهوم واسع وفضفاص يعتمد على الوصف فقط ولا علاقة له
بالتمييز والتحكيم بين الشعراء..
.
تطبيق التناص بالمفهوم السائد
إذا استمر سوف يوحد القصيدة العربية المعاصر.
Post A Comment: